العالم الرأسمالي في أسبوع واحد
أكثر من 50 قتيلاً في حريق اندلع بمصنع للملابس في بنغلاديش، 92 قتيلاً في كارثة حريق مشفى الناصرية. حرائق الغابات تمتد في 10 ولايات أمريكية، وقبرص تشهد كارثة حرائق الغابات.
مئات الوفيات بسبب موجة الحر التي تضرب أمريكا الشمالية. وعشرات القتلى في حوادث الشغب واقتحام المتاجر والمولات في عدة مناطق من جنوب إفريقيا. وضحايا آخرون في بقاع العالم الأخرى.
لسنا بصدد تقديم إحصائية دقيقة هنا، بل بعض الأمثلة لطريق الموت في العالم الرأسمالي المأزوم، والذي يحمل القوى المنتجة ضريبة أزماته. وبالإضافة إلى ضحايا الحروب المباشرة وغير المباشرة، وضحايا الجوع والمجاعات والأوبئة وازدياد الوفيات المتعلقة بظروف الأزمات، تتفاعل ظروف وعوامل أخرى، تشكل جزءاً من الصورة العامة للأزمة التي تطحن البشرية اليوم.
منها بعض الظروف الطبيعية التي تعري البنى التحتية في العالم القديم المتداعي مثل موت 72 شخصاً بسبب الصواعق في الأرياف الهندية خلال 24 ساعة فقط «منازل الفقراء في الأرياف ذات سقوف معدنية». وضحايا الفيضانات الألمانية في ألمانيا ذات «الاقتصاد الحديدي» العاجز أمام الفيضانات.
فالمنظومة المتداعية، وبنيتها القائمة على الربح وليس على خدمة الإنسان، تسبب المزيد من الضحايا في كل مكان خلال مختلف الظروف الطبيعة وغير الطبيعية.
تزيد الظروف المختلفة من تعرية المنظومة الرأسمالية المسببة للمآسي. وإذا ما حسبنا الأرقام الصغيرة الواردة أعلاه، ووضعناها قرب بعضها، نجد أن مجزرة قد حدثت خلال أسبوع واحد فقط، ولكن بشكل آخر يختلف عن المجازر المعتادة.
تتعامل وسائل الإعلام مع هذه الحوادث على الطريقة الخبرية، أي حدث كذا وحدث كذا ومات فلان... إلخ. لكن لا أحد يصور الأداء المنخفض للبنية الرأسمالية، الأداء الذي يواصل الانخفاض كلما تقدمت الأزمة.
في الغرب، الحرائق تجتاح ولايات بأكملها، وتصفها وسائل الإعلام بحرائق جهنم. وفي الشرق، إذا ما اندلع حريق ما، فالقنبلة الصينية التي تقصف الحرائق عن بعد وتقضي على النيران دون المساس بالغابات تصبح أملاً جديداً للبشرية في الكفاح ضد الحرائق «قصف الحرائق عن بعد باستخدام الإحداثيات على طريقة المدفعية».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1027