مقاطع من الأدب الآشوري
عكس الأدب في جانب منه، تطلعات الناس وطموحهم إلى غد مشرق تختفي فيه أشكال الاضطهاد والاستغلال وويلات الحروب وعذابات البشر. كما عكس الأدب في جانب آخر، صوراً من تاريخ الناس، مثل العديد من نصوص الأدب الآشوري الموغل في القدم الذي يعود إلى زمن الرقم الطينية والإمبراطورية الآشورية.
ساهم الآشوريون في حركة الترجمة من اليونانية إلى الآشورية ثم العربية في العصور الإسلامية، ولعبوا دوراً إلى جانب السريان في نقل علوم الرياضيات والفلسفة والتاريخ والفلك والجغرافيا. وبرز من الأدباء الآشوريين، المطران عبد يسوع الصوباي صاحب «المقامات» و«جنة عدن» و«مركانيتا». ومار نرسي الذي ألف كتاباً قيماً من مئة فصل وغيرهم.
وكانت سيطرة المؤسسات الإقطاعية قد جعلت الكتاب لا يعلنون آراءهم المعارضة خوفاً من التعرض للهلاك، فلجأ الشعراء إلى استخدام الرموز مثل الحيوانات والجوامد. فالأبيات الشعرية التالية نموذج للأدب الرمزي عند الآشوريين، يتطلع فيها الشاعر إلى صورة حياة البشرية بعد 1000 عام، حيث يعم السلام بين البشر، وتختفي الحروب والطبقات:
وعدو البشر أقيده
في جوف البئر العميقة أودعه
لتنين البئر أسلمه
وبعد ألف من السنين أحل قيده
في الألف القادمة أنا سأحكم
وسيرمى العدو في السجن
ومعسكرات الشر الشيطانية
ستتلاشى حينئذ بين يديه
في الألف القادمة بركة وإخاء
القيامة الأولى سوف تظهر
الطيبون جاهزون لعمل الخير
الألف القادمة ستكون بلا تعب
لا عبد ولا سيد
الألف القادمة نور وحياة
لا دافع جزية ولا آخذ
إنما هناك العدل
الألف القادمة للسلام
الألف القادمة ستلغي السيف
ويتحول الرمح إلى محراث
الألف القادمة للعيش الهني
لا ظلم ولا احتيال
فالقطة ستحب الفأر
والبقرة ستألف الدب
والذئب والشاة في بيت واحد
والجبال الشاهقة تدنو من السهول
والعالم يضج بالتقديس
لا حروب ولا منافسات
في الألف القادمة ستزول الحروب
ويعمل الناس لهدف واحد.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1022