صدى الثورة السورية الكبرى في الصحافة العالمية
تايه الجمعة تايه الجمعة

صدى الثورة السورية الكبرى في الصحافة العالمية

كانت الثورة السورية الكبرى وأخبارها الساخنة تتصدر الصحافة المحلية والعربية والعالمية. تلك الصحافة التي تضامنت مع حق الشعب السوري في الجلاء، وفضحت جرائم الاستعمار الفرنسي، ونشرت نداءات الثوار السوريين سنوات 1925-1927.

وسنذكر هنا أمثلة عن الصدى العالمي والعربي للثورة السورية الكبرى التي قادها سلطان باشا الأطرش، والتي كانت أكبر ثورة عرفتها سورية خلال القرن العشرين.

جريدة مينشهايت الألمانية

في ألمانيا، لعب الطالب الجامعي الحلبي إحسان بهاء الدين الجابري دوراً في فضح الإمبريالية الفرنسية ونشر أخبار الثورة السورية في الصحافة الألمانية. وكان الجابري القريب من الحركة العمالية يحضر اجتماعات النقابات العمالية، ويستمع بشغف إلى أرنست تيلمان رئيس الحزب الشيوعي الألماني، وهو يخطب في حشد جماهيري.
وعندما ضربت دمشق بالقنابل عام 1925، وبمساعدة الأستاذ الجامعي فردريك فلهم فرستر، كتب الجابري عدة مقالات حول الثورة السورية يفضح فيها الإمبريالية على صفحات جريدة «مينشهايت / الإنسانية» اليسارية في فسبادن والمجلات والصحف الألمانية الأخرى.
«كان إحسان الجابري كبير المهندسين في وزارة الأشغال العامة، وسرح تعسفياً عام 1959 زمن الوحدة السورية المصرية».

جريدة العمل السويسرية

يقول خليل البديري من فلسطين الذي كان متواجداً في سويسرا منذ 1924 لدراسة الطب بأنه كان يلتقي بالنشطاء السوريين الموجودين في سويسرا للدفاع عن القضية السورية وإيجاد دعم للثورة السورية مثل: شكيب أرسلان وإحسان الجابري ورياض الصلح.
كما كان خليل البديري يلتقي مع النشطاء السياسيين السويسريين في جنيف مثل الناشطة النسائية مدام دوشين مفتشة المعارف في المدارس الفرنسية التي كانت تنتمي إلى اليسار وتؤيد مطالب السوريين بالاستقلال وتعارض الاستعمار الفرنسي، وكانت مواطنة فرنسية.
واستطاع البديري بمساعدة عضو البرلمان السويسري ليون نيكول المحرر في الجريدة الاشتراكية «العمل»، أن يكتب العديد من المقالات عن الثورة السورية ونضال الشعب السوري والشعب الفلسطيني ضد الاستعمار. كما كان البديري يتابع جريدة الأومانيتيه الفرنسية في جنيف، والتي كانت تكتب المقالات باستمرار عن الثورة السورية ورجالاتها. وانضم البديري إلى حلقة دراسية شبابية لنقاش الماركسية على يد مدام دوشين وليون نيكول. وشارك في مؤتمر عصبة مكافحة الاستعمار المنعقد في مدينة فرانكفورت الألمانية. وعندما عاد إلى فلسطين، أصبح عضواً في الحزب الشيوعي.

مجلة حيفا الفلسطينية

وفي فلسطين، كانت الثورة تتصدر الصفحات الأولى للصحف والمجلات، مثل: مجلة حيفا الأسبوعية التي ترأس تحريرها إيليا زكا بدعم من الحزب الشيوعي.
حيث دافعت مجلة حيفا عن الشعب السوري ونشرت أخبار الثورات التحررية في الشرق والمستعمرات، وأخبار حركة الطبقة العاملة في العالم. وكتبت عن الثورة السورية الكبرى ونضال الشعب السوري ضد الاستعمار الفرنسي.

جريدة البيرق الأحمر التونسية

كتبت جريدة الشورى المعادية للاستعمار لصاحبها محمد علي الطاهر بتاريخ أكتوبر 1926 ما يلي:
«جريدة البيرق الأحمر: حمل البريد من فرنسا إلى سائر أقطار المشرق والمغرب نسخاً من جريدة أسبوعية بهذا الاسم أرسلها الحزب الشيوعي التونسي في فرنسا ضمن خطابات مغلفة. وهذه الجريدة ذات 4 صفحات نصفها باللغة العربية والآخر بالفرنسية وهي تذكر بفظائع فرنسا في المغرب وسورية وتردد شكايات الشعوب المحكومة بالطاغوت الفرنسي. ومن محتوياتها نص قرار المجلس الوطني للثورة السورية الكبرى الذي صدر بتوقيع الشيخ يوسف الهجري وبعض النبذ المؤثرة عن فاجعة بنزرت التي قتل فيها الفرنسيون عدداً كبيراً من الوطنيين التونسيين في 11 سبتمبر سنة 1924».

الصحف والمجلات السوفييتية

أبدت صحيفة البرافدا «صحيفة حزب البلاشفة» تضامن شعوب الاتحاد السوفييتي الكامل مع حركة التحرر الوطني العربية واستعدادها لتقديم كل العون والمساعدة لحركة التحرر الوطني في سورية ولقيادة الثورة، كما أدانت القصف الهمجي البربري وكل أشكال الاستعمار. وطالبت بالجلاء عن سورية.
كما نشرت مجلة الشرق الثوري «ريفوليوتسييوني فاستوك»، مجلة جمعية البحث العلمي التابعة للجامعة الشيوعية لشغيلة الشرق المسماة باسم ي.ف.ستالين. في العدد 3، عام 1928. مقالاً تحليلياً مهماً عن الثورة السورية الكبرى 1925-1927، حمل عنوان «من تجربة الثورة السورية».
وكانت مجلة المراسلات الأممية «مجلة الأممية الشيوعية» تنشر المقالات والدراسات التحليلية عن الثورة السورية الكبرى باستمرار. حيث كتب كيتايغورودسكي في العدد 92 من مجلة «المراسلات الأممية» بعنوان «بعد مراكش... سورية» أحداث الثورة السورية، واستنتاجات بشأنها، وكشف أهداف الإمبريالية الفرنسية وشراستها في قمع هذه الثورة. كما نشرت المجلة نداءات الثوار ومطالبهم، ورسائل المعتقلين السياسيين من منافي الصحراء، ووجهت النداءات إلى الشعوب الأوروبية للوقوف ضد المجازر الاستعمارية في سورية ولبنان.

مجلة كورورتيان هاياستان

وفي تلك الفترة من سنوات الثورة، جاء في تعليق إخباري لمجلة أرمنية تصدر في باريس، مجلة كورورتيان هاياستان:
«في سورية كما في لبنان، بدأت ملاحقة المسؤولين عن المنظمات السياسية المدافعة عن حقوق الشعوب التي تضطهدها الإمبريالية الفرنسية.
وأبرز المنظمات التي طالتها الملاحقة، الحزب الشيوعي، وشبيبة سبارتاك الشيوعية. فقد مضت ثلاثة أشهر ولا تزال الإمبريالية الفرنسية تجتاح سورية بأساليبها الحربية وبطائراتها ومدفعيتها وعساكرها الجرّارة التي تحاول خنق الانتفاضة.
لقد توجّه الحزب الشيوعي ضد هذه السياسة البربرية بالذات، وفتح بوجهها معركة حاسمة.
والنداء مطبوع على أوراق حمراء، ومكتوب باللغة الفرنسية، ويأمل في تجاوز العقبات للوصول إلى تشكيل جبهة ثورية موحدة ضد الإمبريالية.
وقد وزع البيان في بيروت وجميع المدن اللبنانية والسورية. إن الحزب يقود حالياً نضالاً سرّياً، لكنه نضال ناجح. فالثورة التحررية، ثورة العمال والفلاحين والوطنيين، ستنتهي، عاجلاً أم آجلاً، بالنصر الأكيد».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1022