الصيني الجيد عبد مطيع

الصيني الجيد عبد مطيع

الحرب على الصين وباستخدام لغتها أصبح هدفاً استراتيجياً للمخابرات المركزية الأمريكية بعد فشل ثورتهم الملونة في إسقاط النظام الصيني عام 1989 فكيف الطريق إلى إشعال حرب كهذه ضد الشعب الصيني الذي يعيش في ظل مكتسبات ثورة عام 1949 وحياته الروحية مبنية بشكل أساسي كانعكاس لهذه المكتسبات؟

لأجل شن هذه الحرب بحث خبراؤهم في قرون من التاريخ الصيني القديم امتداداً حتى التاريخ الراهن واستلهموا منه العبر والتجارب عن حياة الذل والخنوع والعبودية والدموية في الصين وصنعوا من ذلك مواد سينمائية وتلفزيونية ووثائقية تمجد الوعي الإقطاعي، فيلماً تلو آخر، ومسلسلاً بعد مسلسل، تم إنتاجه بحرفية عالية وباستخدام دقيق ومدروس لمنظومة الإشارات والرموز ليقوموا أخيراً بالتسويق والترويج لنموذجين من الصين البطلة والعظيمة التي يريدونها أن تكون، وكلا النموذجين يصنفان في خانة محاولة ترسيخ الوعي الإقطاعي من جديد في الصين لتحطيم نموذج الإنسان الصيني الحالي.

على مدى السنوات الست الماضية، عرضت العديد من الفضائيات مسلسلات صينية متتالية ولا تزال مستمرة، وكل تلك المسلسلات تصور عظمة الأمراء الصينيين وتمجد ذلك الفلاح والعبد المطيع الذي يعمل عند سيده برضا وفي المقابل يتم تصوير الفلاحين والعبيد المنتفضين كقطاع طرق يحالون سرقة ما ليس لهم ومن ثم يعلن هؤلاء التوبة ويتسولون عفو سيدهم الإقطاعي والتاجر وهنا تظهر الخصال الحميدة عند الأسياد، يعفون عن الفلاحين والعبيد العصاة والمتمردين ويكرمونهم مرة أخرى بالعمل والعبودية.

للمصادفة تحمل كل المسلسلات المعروضة وتسوق لهذا النموذج للإنسان الصيني في عيون الغرب فالصيني الجيد هو عبد مطيع.

 

أبطال التيبت

تحتل التيبت الدرجة رقم واحد من حيث الأهمية في الإنتاج السينمائي لهوليوود حول الصين، وتتناول كل الأفلام حول التيبت الحديث عن الاحتلال الصيني والتباكي على الشعب المضطهد وتصوير وحشية الجيش بينما تخفي الممارسات الدموية الإقطاعية للمتنفذين والإقطاعيين وعلى رأسهم الدالاي لاما.

كما يظهر هؤلاء بشكل أبطال ومدافعين قوميين غيورين يريدون حماية التيبت وثقافتها، فأية ثقافة يقصدون بها؟ إنها ليست ثقافة الكادحين والتاريخ الحقيقي لشعب التيبت بقدر ماهي ثقافة وأحلام الإقطاعيين بالعودة إلى استثمار التيبتيين بأساليب القرون الوسطى وهدر دمائهم وتهشيم عظامهم من جديد.

وهنا مرة أخرى يظهر ذلك التيبتي العبد المطيع لأسياده الإقطاعيين صينياً جيداً في نظر أفلام هوليوود!

هوليوود تريد محاولة إحياء وترسيخ الوعي الإقطاعي مرة أخرى في حربها الثقافية ضد الصين حرب اللغة الصينية بالتزامن مع خططها المعلنة لغزو هذا البلد.