الثائر الدمشقي حسن الخراط
دمشق، هي المدينة التي أنجبت قادة الحركة الوطنية، وقادة الثورات السورية ضد الاستعمار، هؤلاء القادة الذين افتتحوا وقادوا معارك الجلاء الأولى في البلاد، ومنهم الشهيد حسن الخراط، أحد قادة الثورة السورية الكبرى في مدينة دمشق والغوطة.
من هو حسن الخراط؟
ولد حسن الخراط في حي الشاغور عام 1861، وكان أحد قبضايات الحي. شغل الخراط وظيفة الحارس الليلي في حي الشاغور الدمشقي في المدينة القديمة، بالإضافة إلى كونه حارس بساتين الحي، وهو ما استمر به حتى أواخر عام 1925 عندما اشتعلت الثورة السورية الكبرى.
كان حسن الخراط يقود إحدى عُصب الثوار، وعرفت باسم عصبة الشاغور في البداية، ثم عرفت باسم عصبة حسن الخراط. واتخذت العصبة من قريتي عقربا وبيت سحم مقراً لها. ومن أعضاء العصبة: منير الخطيب، إبراهيم وسليمان الطناني، رسمي الزير، عزت حمامية، حمدي الكناكري، سعدو الخراط، محمد أبو أركيلة، صادق اللحام، أحمد الفتال، أحمد وسيم الحارس، صبحي الشيخ إسماعيل، محمود سلوم، حمدي الفتال، أحمد حفار، حمدي سلو، خالد الرواس، الشيخ نديم شهاب وغيرهم. وضمت العصبة أيضاً متطوعين من جرمانا وكفر بطنا وبيت سحم والمليحة والعمارة.
«أكرم هندي، كفاح الشعب العربي السوري، ص 238. أدهم آل الجندي، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي، ص 348».
انتفاضة دمشق ومعارك الغوطة
لعب حزب الشعب الذي يقوده الدكتور عبد الرحمن الشهبندر دوراً كبيراً في التحضير وتفجير الثورة السورية الكبرى في دمشق والغوطتين في الربع الأخير من عام 1925.
كان الجو العام يغلي في دمشق قبيل اندلاع الثورة بأشهر، ولعل من أبرز مؤشراتها مظاهرات دمشق ضد الاستعمار في نيسان 1925، والمسيرة الجماهيرية الكبيرة لإحياء يوم عيد الشهداء في السادس من أيار 1925 وحدوث بعض الإضرابات العمالية.
وبعد اندلاع الثورة، تصاعدت الأحداث في دمشق، مثل: المظاهرة المعادية للاستعمار بتاريخ 28 آب 1925 مطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وتعبيراً عن التضامن مع الثائرين، والإضراب العام احتجاجاً على الاعتقالات والاضطهادات يوم 29 آب، والمظاهرة المناهضة للاستعمار يوم 9 أيلول، والإضراب العام بتاريخ 14 تشرين الأول والذي كان بداية للانتفاضة الشعبية الشاملة المجيدة في دمشق يومي 18-19 تشرين الأول عام 1925. «كتاب فلاديمير لوتسكي، الحرب الوطنية التحررية في سورية 1925-1927».
عندما اشتعلت الثورة، قام حسن الخراط بمهمة إيصال فوزي القاوقجي إلى جبل العرب، وفي انتفاضة دمشق خريف 1925، برز حسن الخراط كأحد قادة الثورة في معركة المصفحات الليلية في شوارع دمشق، وهاجم الخراط مراكز الفرنسيين في الدرويشية والسنانية تحت قصف المدافع، فانسحب الفرنسيون إلى قلعة دمشق، وهاجمها الخراط مع رجاله دون جدوى لمناعتها، ثم انسحب إلى مركزه في الشاغور، وقد استشهد في تلك المعارك من عصبة حسن الخراط عدد من الثوار، مثل: دواد عبيد من جرمانا. «أدهم آل الجندي، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي، ص 344-354».
شارك الخراط في العديد من المعارك، مثل: معركة يلدا وببيلا التي عرفت باسم معركة السبت بتاريخ 5 كانون الأول 1925، والتي خسر فيها المستعمرون مئات القتلى والجرحى بين محطة الحجاز ويلدا.
وفي معركة بستان الذهبي، هاجم الثوار مخفر باب سريجة وأسروا رئيس المخفر وأحضروه إلى مقر حسن الخراط في بيت سحم. فلحقهم أهل رئيس المخفر وطلبوا الرحمة وإطلاق سراحه. وفي اليوم التالي خرج حسن الخراط مع 63 من رجاله لإيصال رئيس المخفر إلى حدود المدينة، فوصلهم خبر عن وجود قوة فرنسية في بستان الذهبي.
سار الخراط باتجاه البستان، وعندما بدأت المعركة صمد 29 من الثوار أمام الفرنسيين ونجداتهم المدرعة، وكان حسن الخراط يتقدم الصفوف، فأصيب برصاصة في صدره وسقط شهيداً، واستمرت المعركة حتى انسحاب الثوار من البستان وفك الحصار. كما أعدم الفرنسيون ابنه فخري الخراط شنقاً بتاريخ 28 كانون الثاني 1926، بعد أربعين يوماً من استشهاد والده. «أدهم آل الجندي، تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي، ص 348-354».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1021