إصدارات عالمية حول الرأسمالية والاشتراكية

إصدارات عالمية حول الرأسمالية والاشتراكية

تناقش العديد من الإصدارات الجديدة حول العالم مستقبل البشرية وتبحث عن برامج وطرق للتخلص من الرأسمالية. ومنها الإصدارات التي تنوعت مواضيعها وطروحاتها عن جرائم الرأسمالية بحق الأرض والبشر.

إبادة البيئة الطبيعية

يتحدث ديفيد وايت في كتابه الصادر عن جامعة مانشستر 2021 «اقتلوا الشركات قبل أن تقتلنا» حول مواجهة التغير المناخي المدمر.
حيث تفترض خطط الأعمال الخاصة بعمالقة الوقود الأحفوري ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار خمس درجات، وهي زيادة ستقتل الملايين، إن لم يكن المليارات. يجادل وايت بالقول: إن المشكلة لن تحل عن طريق إصلاحات جزئية، ويقترح خطة لإنهاء الشركات.

الأمة الحمراء

يدعو كتاب «الأمة الحمراء، عمل السكان الأصليين لإنقاذ أرضنا 2021» إلى برنامج من أجل إنهاء الاستعمار والرأسمالية حتى تصبح الأرض صالحة للسكنى.
فالكتاب الجديد الصادر عن كومون نوشنز، أغفل اسم مؤلفه، ودعا المؤلف المجهول في نداء إلى شعوب الأرض من أجل ميثاق للسلم والعدالة من القاع لإنقاذ الكوكب والبشرية من الرأسمالية.

المياه الجارية

تقول أيمي جرين، وفي كتابها الجديد الصادر عن جامعة جون هوبكينز 2021 «المياه الجارية، إيفرغليدز والسكر الكبير»: قبل قرن من الزمان، كانت منطقة إيفرغليدز، إحدى أكبر الأراضي الرطبة في العالم، تغطي أكثر من 3 ملايين فدان. واليوم، تشكل نصف هذا الحجم وتتقلص باستمرار.
وتكشف غرين في كتابها كيف تقاوم شركات السكر الكبرى جهود وقف الدمار وتعتمد أرباح شركات السكر الكبرى في فلوريدا الأمريكية على تدمير النظام البيئي للأراضي الرطبة. وتعتبر إيفرغليدز نموذجاً وتحذيراً لجهود استعادة البيئة في كل مكان.

كوكب النخيل

في كتاب «كوكب النخيل 2021» الصادر مؤخراً، تكشف جوسلين سي زوكرمان كيف انتهى المطاف بزيت النخيل في كل شيء، وكيف عرّض هذا المنتج حياة العالم للخطر.
تضاعف إنتاج زيت النخيل تقريباً في العقد الماضي، ويوجد شكل منه في نصف المنتجات الموجودة على رفوف البقالة في الولايات المتحدة وتسرب هذا المنتج إلى كل ركن من أركان حياة الناس في الولايات المتحدة. لقد بُنيت ثورة زيت النخيل على الأرض المسروقة والسخرة التي اجتاحت الثقافات ودمرت المناظر الطبيعية في بقاع العالم.
وتربط جوسلين في كتابها، التاريخ والعلم والسياسة والغذاء من خلال الأشخاص الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب هذا المكون الخفي.

الأعمال الكاملة لإيوجين ديبس

صدر في الولايات المتحدة مؤخراً، الأعمال الكاملة في ثلاثة مجلدات لإيوجين ديبس زعيم الحزب الاشتراكي الأمريكي.
بدأ ديبس يظهر على الساحة كزعيم لإضراب عمال السكك الحديدية عام 1894، وهو الإضراب الذي شل أعمال النقل في كامل الولايات المتحدة لمدة أسبوعين. وبرز كأشهر اشتراكي في أمريكا.
أنشا ديبس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأمريكي عام 1897، وخاض الانتخابات الرئاسية عام 1900. وأنشأ الحزب الاشتراكي الأمريكي عام 1901، والذي سرعان ما أصبح ثالث أكبر حزب في الساحة الأمريكية.
ولعل من أبرز أعماله، هو إنشاء منظمة عمال العالم الصناعيين عام 1905 بتأثير الثورة الروسية الأولى مع زعماء نقابات عمال السكك الحديدية في أمريكا واتحاد عمال المناجم في العالم الغربي وحزب العمال الاشتراكي وعمال المصانع بهدف تحرير الطبقة العاملة.
قادت منظمة عمال العالم الصناعيين الحركة العمالية الأمريكية المتصاعدة في أمريكا سنوات 1905-1914. وأغرقت الإضرابات العمالية السلمية بالدماء، إذ أطلقت الشرطة ومرتزقة الشركات النار على العمال وعائلاتهم باستمرار. وفي العام 1918 ألقي القبض على إيوجين ديبس. وأخلي سبيله بعد تدهور صحته في السجن عام 1921. لقد حطمت الحرب العالمية الأولى والقمع الأمريكي المتصاعد الحزب الاشتراكي ومنظمة عمال العالم الصناعيين واعتقلت قادتهم. وانتهت مرحلة كاملة من تاريخ الطبقة العاملة الأمريكية، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة بتأثير ثورة أكتوبر.

قضايا غير صحيحة

في الصحف الكبرى والصغرى، في المسارح والاجتماعات الشعبية، في الجامعات ودور النشر، في جميع أنحاء الولايات المتحدة، هناك أحاديث ونقاشات كثيرة حول الاشتراكية. والفريد في الموضوع أن كثيراً من القضايا المطروحة غير صحيحة أو لا علاقة لها بالاشتراكية.
ومن جهة أخرى، تعكس هذه النشاطات أشياء صحيحة، وتخبرنا أن شيئاً ما يجري في الشارع الأمريكي، وسنذكر بعض الأمثلة لهذه التناقضات:
العد التنازلي للاشتراكية: هو كتاب صدر في أيلول 2020 لديفين نونيس، وأنه كان قوله بأن هناك عداً تنازلياً للاشتراكية صحيح تاريخياً، فإن قوله إن الحزب الديمقراطي أصبح حزباً اشتراكياً أو يسيطر عليه الاشتراكيون فهو محض خيال.
نوفمبر الأحمر: هو كتاب لجويل بولاك صدر في تموز 2020، ويسأل فيه الكاتب: هل سيصوت الأمريكيون لترامب أم للاشتراكية؟ سؤال لافت للنظر!
يقول هذا الكاتب في كتابه: الأمر لم ينته بعد، والاشتراكية لا تزال في ازدياد، وهو يقصد الحزب الديمقراطي الذي كان ينافس ترامب في ذلك الوقت!
ومرة أخرى، سيبحث الأمريكيون عن الاشتراكية، وهذا صحيح بالمعنى التاريخي، أما القول بأن الحزب الديمقراطي حزب اشتراكي، فهذا محض خيال.
في مثال ثالث: خرج كاتب بنفس صهيوني يدعى آندريه زنامينسكي في كتابه «الاشتراكية عقيدة علمانية» بفتوح فلسفية يستحق عليها أن يوضع إلى جانب الكنغر الأسترالي في المتحف.
فهو يدعي أن البروليتاريا «شعب الله المختار»، وأن ماركس وإنجلز جعلا الاشتراكية عقيدة علمية عبر «اختراع البروليتاريا»! فالقول هنا: إن اشتراكية ماركس إنجلز اشتراكية علمية صحيح. أما نقيض الصحيح فهو استخدام المصطلحات الصهيونية والادعاء باختراع البروليتاريا.
وهناك عشرات الأمثلة الأخرى التي تضج بها الصحف والكتب، ونفهم من كل ذلك أن الاشتراكية أصبحت محور حديث هؤلاء، بعضها صحيح وبعضها خاطئ، بعضها معادٍ وبعضها صديق. والحركة الشعبية تستعيد التراث الاشتراكي الأمريكي إلى الواجهة رغم عدم وجود حزب للطبقة العاملة الأمريكية في الوقت الحالي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1020