راية سعيد آغا دقوري

راية سعيد آغا دقوري

يحلو لبعض الصحف والمواقع الإلكترونية، بمناسبة وبدون مناسبة، الكتابة عن سعيد آغا دقوري أحد قادة الحركة الوطنية في الجزيرة، وهذه ليست بمشكلة. بل المشكلة هي الكتابة عن هذه الشخصية الوطنية بطريقة التزوير التاريخي، وإلصاق تسميات ومشاريع لا تمت بصلة إلى هذا القائد الوطني.

قد ينطلق البعض من هؤلاء من مواقع «السقف الثقافي الضحل» التي تؤدي بهم إلى الوقوع في الأخطاء التاريخية، والبعض الآخر يعرف ماذا يفعل، إذ يحاول أن يجيّر سمعة هذا القائد لخدمة مصالحه السياسية. تلك المصالح التي قاتل ضدها سعيد آغا دقوري ورفاقه:

في العام 1922 حاول الفرنسيون التقدم لاحتلال عامودا، فردهم سعيد آغا على أعقابهم. ثم حاولوا التقدم بحجة بناء مخفر، فوضع الدقوري شرطاً أمامهم: يكون عناصر الدرك سوريين.

وعندما حاول الاستعمار التقدم باتجاه عامودا 1926، حدثت معركة كبيرة بقيادة الدقوري كان نتيجتها سقوط 24 شهيداً من الثوار، والتصدي للحملة الفرنسية. وكان على اتصال مع الوطنيين مثل: شكري القوتلي وإبراهيم هنانو وسعد الله الجابري وغيرهم.

انتقل الدقوري بعدها إلى خارج عامودا لإبعاد أذى الفرنسيين عن الأهالي، ولكنه واصل الإغارة على مواقعهم، ثم انسحب إلى تركيا 1927 مواصلاً قتال الاستنزاف عبر الحدود، فنفته تركيا إلى ديار بكر.

عاد إلى عامودا بعد صدور العفو 1931، وعند حدوث الحركة الانفصالية في الجزيرة نتيجة دسائس الموظفين الفرنسيين الفاشيين، قاد سعيد آغا دقوري ثورة عامودا الشهيرة 1937 منسقاً مع الوطنيين في دمشق. وخاض العديد من المعارك ضد المستعمرين الذين قصفوا مدينة عامودا بالطائرات ودمروها بالكامل. وسقط على إثرها حوالي 150 شهيداً، وعدد كبير من الجرحى، ونزح السكان باتجاه تركيا والعراق تلاحقهم الطائرات الفرنسية.

عاد الدقوري إلى بلاده 1942، وانتخب نائباً عن الجزيرة 1943. وأثناء تصاعد النضال الوطني في سبيل الجلاء ربيع 1945. قاد سعيد آغا دقوري واحدة من مجموعات الوطنيين «المقاومة الشعبية» أثناء انتفاضة الجلاء، وساروا معاً لتحرير المدن والبلدات الجزراوية من الاستعمار ورفع العلم الوطني في سمائها.

تلك هي رايته، راية سلطان باشا الأطرش ويوسف العظمة وحسن الخراط وفوزي القاوقجي والشيخ صالح العلي. أما الرايات الأخرى التي يحاول البعض أن يلصقها بسعيد آغا دقوري، فهو منها براء.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1013
آخر تعديل على الإثنين, 12 نيسان/أبريل 2021 14:11