خمسة كتب عن النضال ضد الفاشية

خمسة كتب عن النضال ضد الفاشية

دفعت شعوب الأرض تضحيات هائلة خلال كفاحها ضد الفاشية والنازية، ولكل بلد حكايته الوطنية، وللأرض حكايتها الأممية الواحدة. كتبها عشرات الملايين من ضحايا الفاشية والحرب.

يقول جورجي ديمتروف: إن الفاشية هي الديكتاتورية الإرهابية السافرة لأكثر عناصر رأس المال رجعية وشوفينية وإمبريالية، ويقول خالد بكداش: إن الفاشية هي ديكتاتورية أفظع الاستعماريين. وبعد التعريف، نقدم لكم خمسة كتب عن النضال ضد الفاشية.

لن يمروا

دولوريس إيباروري، وتسمى أيضاً لاباسيوناريا، هي مناضلة شيوعية إسبانية ولدت في الباسك من أسرة فقيرة يعمل أعضاؤها في المناجم. انضمت عام 1917 إلى الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، ثم ما لبثت أن التحقت في 1921 بالحزب الشيوعي الذي أسسه عمال ثوريون تأثروا إلى حد كبير بتجربة ثورة اكتوبر. وفي سنة 1925 بدأت تكتب في الجرائد العمالية المحلية، وتوقع باسم «لاباسيوناريا».
أصبحت في العام 1931 عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي. سجنت ثلاث مرات بين 1932 و1936 وقاست عذاب الجوع والحرمان والنفي. شاركت في إضراب عمال المناجم الاستوريين عام 1934 واشتهرت ببلاغتها الخطابية وبقدرتها في التأثير على الجماهير، وأصبح لقبها «لاباسيوناريا» في إشارة إلى الدعوة الدائمة إلى العمل والنضال.
وعلى أثر انتصار الجبهة الشعبية عام 1936، انتخبت نائبة لرئيس البرلمان. ولم تعرف الهدوء طيلة الحرب الأهلية الإسبانية فكانت تلازم المقاتلين على كافة الجبهات في الداخل، وتسافر أحياناً إلى بعض البلدان الأوروبية تستحثها على دعم الجمهورية الديموقراطية في إسبانيا. ومما عرف عنها أثناء الحرب إطلاقها لشعارين في فترة النضال ضد الفاشية ما يزالان على ألسنة المناضلين حتى اليوم: «لن يمروا» و«الأفضل أن نموت واقفين على أن نحيا راكعين». وفي 6 مارس 1939 بعد هزيمة الجمهوريين تركت دولوريس إيباروري إسبانيا إلى موسكو وبقيت مبعدة عن بلادها مدة 38 سنة.
وحمل كتابها عنوان «لن يمروا»، الكتاب الذي يتحدث عن فصول من تاريخ إسبانيا وكيف نشأت الجمهورية والنضال ضد الفاشية وحال الطبقة العاملة.

كتابان عن سورية

صدر في العام 1975 بمناسبة الذكرى الثلاثين للنصر على الفاشية كتابان عن النضال ضد الفاشية في سورية ولبنان.
الكتاب الأول من منشورات الشيوعيين، وحمل عنوان: «صفحات من النضال ضد الفاشستية في سورية» وفيه كتاب خالد بكداش «العرب والحرب الأهلية الإسبانية» وأخبار عصبة مكافحة الفاشية في سورية ولبنان وبيانات ونداءات الهيئات المختلفة في يوم النصر، ومنها: بيان الحزب الشيوعي وبرقية الرئيس شكري القوتلي إلى ستالين، وأخبار احتفال دمشق بالذكرى الثلاثين عام 1975 ومقالات فرج الله الحلو.
والكتاب الثاني بعنوان «الحركة المعادية للفاشية في سورية ولبنان 1933-1945» من تأليف عبد الله حنا، وإصدار دار الفارابي في لبنان. ويتحدث فيه عن تضامن السوريين مع المعتقلين في السجون الفاشية، مثل: ارنست تيلمان وجورجي ديمتروف عن طريق جمعية المساعدة الحمراء التي شكلها العمال السوريون، وفيه أخبار لجنة الدفاع عن إثيوبيا ولجنة الدفاع عن لواء اسكندرون وعصبة مكافحة الفاشية في سورية ولبنان، وأخبار المظاهرات والاحتفالات والتضامن مع الجمهورية الإسبانية والاتحاد السوفييتي.

الفاشية والطبقة العاملة

يتحدث كتاب «الفاشية والطبقة العاملة» لجورجي ديمتروف عن مهمات النضال وتكوين الجبهة الشعبية المعادية للفاشية، ودور الطبقة العاملة في هذا النضال داخل المنظمات الجماهيرية والنقابات ودور الشباب والنساء.
وجورجي ديمتروف قائد عمالي بلغاري، عامل الطباعة وقائد الحزب الشيوعي، شارك في انتفاضة 1923 المعادية للفاشية، وسجن عام 1933 في ألمانيا بتهمة إحراق الرايخستاغ، فقلب المحكمة رأساً على عقب، وهو يحاكم سجانيه الذين صاروا في موقف الدفاع، واضطروا لإطلاق سراحه. قاد الأممية الشيوعية بين عامي 1934-1943، وأصبح أول رئيس لبلغاريا بعد تحريرها من الاحتلال الفاشي.

تحت أعواد المشنقة

كتاب لرئيس تحرير جريدة رودي برافو التشيكوسلوفاكية وعضو الحزب الشيوعي منذ 1921 يوليوس فوتشيك الذي أعدمه النازيون عام 1943. وهي يوميات هذا المناضل في سجن الغستابو حتى فترة قبيل إعدامه.
كتبت زوجته جوســتــا فـوتشـيـكوفــا: علمت من رفاق السـجــــن، في معسكر اعتقال رافنسبروك، أن زوجي يوليوس فوتشيك، رئيس تحرير رودي برافو وتفوربا، قد حكم بالإعدام من قبل إحدى المحاكم النازية في برلين بتاريخ 25 اب 1943. أما التساؤلات بشـأن مصيره اللاحــق فقد عادت أصداؤها تتردد من فـــوق الأسوار العـالـيـــة المحيطة بالـمـعـسـكـر.
وإثر الهزيمة التي لحقت بألمانيا النازية في ايار 1945، جرى تحرير السجنــــاء الذي لم يسمح الوقت للفاشيين بتعذيبهم أو قتلهم وكنت أنا من بين هؤلاء. لقد عدت إلى وطني المحرر، وبدأت البحث عن زوجي. وكنت مثل ألوف مؤلفه غيري، ممن كانت وما برحت تفتش عــــن أزواجهـــا وزوجاتها وأطفالهــا وآبائها وأمهاتها، ممن ألقى بهم المحتلون الألمان في مكان ما من أماكن تعذيبهم التي لا حصر لها. إن حكم الإعدام قد نفــــذ بيوليوس فوتشيك في برلين بتاريخ 8 أيلول 1943، أي بعد أربعة عشر يوماً من صدور حكم الموت عليه.
ويذكر أن يوم إعدام يوليوس فوتشيك «الثامن من أيلول» قد تحول إلى يوم عالمي للصحفيين بعد الانتصار على الفاشية.

غرامشي وأرنست تيلمان

نضيف إلى تلك الكتب مقالات الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي مؤلف «كراسات السجن»، ومقالات القائد الشيوعي الألماني وعامل ميناء هامبورغ أرنست تيلمان الذي أعدمه النازيون في السجن عام 1944.

معلومات إضافية

العدد رقم:
965
آخر تعديل على الإثنين, 11 أيار 2020 15:07