النضال ضد الفاشية في الأدب الكردي
آماريك سرداريان آماريك سرداريان

النضال ضد الفاشية في الأدب الكردي

كتب آماريك سرداريان رئيس تحرير جريدة riya taze الطريق الجديد السوفييتية في يريفان مقالاً بعنوان «مواضيع حول الحرب الوطنية العظمى في الأدب الكردي السوفييتي» في العدد الصادر بتاريخ 11 نيسان 1965 من الجريدة بمناسبة اقتراب الذكرى العشرين للنصر على الفاشية، وترجمت «قاسيون» هذا المقال من اللغة الكردية بعد الحصول عليه بمساعدة اتحاد الكتاب في أرمينيا.

من الواضح أن سنوات الحرب الوطنية العظمى 1941-1945 قد دخلت تاريخ وطننا، عندما تعرض الشعب السوفييتي إلى الإبادة على يد ألمانيا الفاشية التي خططت لاحتلال العالم، وسيطرت على العديد من البلدان الأوروبية، وشنت هجوماً غادراً على وطننا الكبير، فنهض الشعب السوفييتي عن بكرة أبيه لتحرير الوطن الاشتراكي.
وكما كان في أدب جميع الشعوب السوفييتية، فإن مسألة حق تقرير المصير والقضاء على العدو ورفع الروح المعنوية للجنود برسالة الجمال ضرورية لهزيمة عدو الإنسانية والاشتراكية والديمقراطية. وعلى هذا الطريق أكمل ممثلو الأدب الكردي السوفييتي جزءاً صغيراً في هذا الدرب الكبير، وأنجزوا مهاهم بشرف.

الحياة السعيدة

أثرت الحرب الوطنية العظمى في موضوعات الشعراء والكُتّاب والروائيين، فكتبوا بروح النار والمقاومة حول شجاعة عمال بلادنا، وصداقة الشعوب ومهمة المجتمع السوفييتي لتحرير الشعوب، وشخصية الجندي السوفييتي خلال الحرب.
وكتب الروائي عرب شاميلوف في رواية «الحياة السعيدة» صورة الشهيد آماريك الذي قطع دراسته للالتحاق بالجبهة وقاتل العدو بشجاعة مثل الأسد، لم يكن هذا الجندي السوفييتي وحيداً، بل وقف معه شعب كامل يقاتل في ظل الراية التي استشهد آماريك دفاعاً عنها. وشاميلوف هو مؤلف أول رواية صدرت باللغة الكردية حملت اسم «الراعي الكردي»، الرواية التي تحكي قصة تأسيس سوفييتات الرعاة والفلاحين في جبال آلاغوز.
دفاعاً عن موسكو، صاح سكان جبال آلاغوز في أرمينيا صيحتهم: «فليكن الجنود أسوداً وستشرق الشمس على العالم»، وردد المقاتلون أغنية باللغة الكردية مطلعها: اضربوهم يا رفاقي اضربوهم، غداً سنرى من هو الذئب ومن النعجة.

خاتم فاسيلي

انتشرت كتابات تأثرت بالواقعية الأدبية، وكتب حاجي جندي وس.غاسباريان سنة 1942 مجموعة من القصائد والأغاني بعنوان «أبناء الوطن» تحرض السكان على حب التضحية في سبيل التحرير.
وهناك قصة «خاتم فاسيلي» لقاجاغي مراد وقصة «اللقاء» لميروي أسد عن اندلاع الحرب الوطنية العظمى وأحداثها وشجاعة قوات الأنصار «البارتيزان» خلف خطوط العدو، وقوة صداقة وأخوة الشعوب السوفييتية. وكتب عشرات الشعراء قصائدهم عن الحرب، مثل: أمين عفدال الذي كتب قصائد «قصائد بكو»، «الإخوة الثلاثة»، «دفاعاً عن الشرف»، «بين النار»، «في سبيل الوطن».... إلخ.
نشرت «قصائد بكو» لأول مرة عام 1948، وتحكي قصة المقاتل بكو الذي يحب وطنه السوفييتي، وعندما تعرضت البلاد إلى الغزو، تطوع بكو فوراً للقتال مع رفاقه السوفييت، وعاد إلى بيته بعد أن أنضجته الحرب ليشارك في إعادة بنائه. أما قصيدة «الإخوة الثلاثة» فتتحدث عن الصداقة بين الشعوب وعن ثلاثة مقاتلين من ثلاث قوميات قاتلوا من أجل وطن واحد.
وفي سنة 1942، كتب وزير نادري يحرض المقاتلين: لن أنسى ولن أبكي، لن أخاف الموت وتدفق الدماء. وينادي الشاعر شجاعة أبناء بلاده ليقفوا في وجه الغازي الشرس في قصيدة مطلعها: يطل في الأفق ذلك اليوم، حيث تصبح ألمانيا ديمقراطية. وفي قصيدة «نادو وكوليزار» تبدو شجاعة الشبان والفتيات على الجبهات، فالشاب القروي نادو والفتاة القروية كوليزار يغادران الكولخوز الواقع على الحدود التركية إلى الجبهات البعيدة دفاعاً عن شرف كولوخوزهم، ويرسل الكهل علو ابنه الوحيد إلى الجبهة رافضاً التخلف عن شبان الكولخوز قائلاً: الوطن شرفنا جميعاً، والشجاعة كرامة الإنسان.

شعلة النار

كتب جاسم جليل قصيدة «الشرف»، وفي قصيدة «قرب لينينغراد» كتب عن الشاب الذي هجر القلم والتعليم والتحلق لفك الحصار عن المدينة: وصلنا وتوقف القتال، مثل النبيذ الخالد على قلبي، تذكرت الشاب الشجاع الذي هجر القلم.
نعم لم يمت هؤلاء الرجال المدافعين عن الحرية، خلدتهم قصائد بلادهم، وكتب قاجاغي مراد في قصيدة «الطائر» عن الشاب الكردي الذي استشهد دفاعاً عن حبيبته الكازاخية التي لن تنساه أبداً. وخلد الشاعر شرو شهداء الحرب الوطنية العظمى بعشرات القصائد، أما الشاعر يوسف بكو الذي قاتل ببسالة، أنزل في قصيدة «شعلة النار» مختلف أنواع التقريع بالأنانيين، ونحت بحروفه مختلف التفاصيل الصغيرة عن اضطهاد الشيوعيين في المناطق المحتلة.
كذلك ميكائيل رشيد كتب قصة الفتاة الروسية التي دمر النازيون قريتها وأعدموا سكانها وقتلوا زوجها، فهربت إلى الغابات وأنقذها الفدائيون الشيوعيون لتصبح قائدة في صفوفهم.
كتب المئات من المقاتلين يومياتهم وقصائدهم التي نشرت داخل الاتحاد السوفييتي، واشتهر شكو حسن في قصيدة «كلناز وكلش» وكارلان جاجاني في قصيدة «زليخة وجولو» وجردوي أسد في قصيدة «الرفاق» وعزيز إيسكو في قصائد «تحرير لاتفيا» و«ذكريات جندي» عن بسالة السكان والدعوة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق السلام وصداقة الشعوب ومنع اندلاع حروب جديدة والقضاء على الفاشية وبناء الوطن الاشتراكي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
965
آخر تعديل على الإثنين, 11 أيار 2020 15:08