كتاب عن شهداء الذكرى الخمسين للجلاء

يوثق الكتاب حياة أحد قادة الحزب الشيوعي في محافظة الجزيرة في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين، وفصولاً من تاريخ الشيوعيين في الجزيرة، ونضال المنطقة ضد الاستبداد العثماني والاستعمار الفرنسي «انتفاضة 1913-1917 وثورة عامودا 1936»، وصولاً إلى استشهاد أربعة رفاق في احتفالات الذكرى الخمسين للجلاء العظيم عام 1996. ففي نيسان 1996، نظم الشيوعيون احتفالات جماهيرية كبيرة في جميع المحافظات بمناسبة الذكرى الخمسين للجلاء المجيد، واستشهد أربعة رفاق أثناء مشاركة وفد الحسكة في احتفالات دير الزور وهم: سليمان شيخ نور ومحمد إبراهيم وعبد الحميد زبير برو ومحمود كرد.
كما يحتوي الكتاب فصولاً من فعاليات التشييع الجماهيري للشهيد محمود كرد في حي العزيزية في الحسكة «حي الشيوعيين» والشهداء الثلاثة في ريف الدرباسية والكلمات التي ألقيت في التشييع وسجل التعازي، ومواد العدد الخاص من مجلة «مواسم» والعدد الخاص من جريدة «في سبيل الأرض والعمل»، والكلمات والقصائد التي ألقيت في التأبين مثل: قصيدة الشاعر الشعبي الراحل الرفيق من دير الزور فاضل حسون (أبو سلام) وشهادات الأصدقاء والفعاليات السياسية والاجتماعية وغير ذلك من المواد.
وتتحدث الفصول المخصصة عن حياة الشهيد محمود كرد حول انتسابه للحزب عام 1961 في عهود العمل السري، حيث كانت منطقة الأحجار السود البركانية خلف حي العزيزية مقراً لاجتماعات الشيوعيين السرية، وصولاً إلى تطوعه في العمل الفدائي إلى جانب المقاومة الفلسطينية واللبنانية عام 1982، واعتقاله أثناء احتفالات الجلاء أعوام 1987و1994، وتمثيله للحزب في الدور التشريعي الرابع لمجلس الشعب 1990-1994، ودفاعه الجريء عن مطالب الجماهير ومطالب نقابته «نقابة المعلمين».
وبعد عام 2003، تحولت أضرحة الرفاق الأربعة «ضريح الشهيد محمود كرد في حي الصالحية في الحسكة، وضريح الشهيدين سليمان شيخ نور ومحمد إبراهيم في قرية سفر/ ريف الدرباسية، وضريح الشهيد عبد الحميد زبير برو في قرية جولبستان / ريف الدرباسية» إلى مقرّات لإحياء يوم الشهيد الشيوعي الذي كان يصادف 25 حزيران من كل عام في ذكرى استشهاد الرفيق فرج الله الحلو.