كيف نهبت آثار العراق؟

كيف نهبت آثار العراق؟

جلس نائب مدير المتحف الوطني العراقي بين القطع الأثرية المدمرة في بغداد في الثالث عشر من نيسان 2003 واضعاً يديه على رأسه من هول الدمار الذي أصاب آثار بلاده، ولكن هذا من جانب صورة العراقيين الذين شعروا بالأسف تجاه آثار بلادهم، وماذا بالنسبة إلى جانب الاحتلال الأمريكي؟ ماذا فعل ليشعر العراقيون بالأسف؟

منذ الأيام الأولى لاجتياح العراق، وكأن غرف عمليات الاحتلال كانت مزودة بعمليات من نوع خاص، لقد شقوا طريقهم في البلاد الغريبة عنهم وكأنهم يعرفونها تماماً، توزعت المدرعات ووحدات من نوع خاص في مواقع حساسة عينت كأهداف لهم، ولم تكن تلك المواقع نقاطاً للجيش العراقي أو أجهزة للدولة، بل كانت رموزاً لحضارة العراق القديم.
أحاطت الدبابات بالمتحف العراقي المسمى «متحف الأطفال»، وحاصرت دبابات أخرى زقورات مدينة أور السومرية ومقابرها الملكية، بينما اقتحمت قوات من نوع خاص خزائن البنك المركزي العراقي، وجلس آخرون يحتفلون في المسرح البابلي. أجل كانوا يعرفون تلك المواقع جيداً، وهي جزء من عملياتهم العسكرية.
قصفت الدبابات بوابة عشتار في متحف العراق «نسخة طبق الأصل من بوابة مدينة آشورية في خرس آباد أواخر القرن الثامن قبل الميلاد»، ودمروا قسماً كبيراً من الأبواب والجدران والتماثيل الأثرية الرخامية والحجرية، وبعد هذا التخريب، بدأ نهب الآثار الذهبية التي تعود إلى مختلف العصور والحضارات.
وبعد اقتحام المجموعات الخاصة للبنك المركزي العراقي، بدأ نهب الخزائن المليئة بالآثار الذهبية، لقد حطموا تمثالاً رومانياً مصنوعاً من الرخام وسرقوا رأسه الذهبي، وفتحوا خزائن الملوك السومريين المليئة بالآثار المصنوعة من الذهب، ونهبوا كنز الملك نمرود وتاج الملكة الآشورية يابا زوجة الملك تيغلاث الثالث 720 ق.م، والخناجر السومرية التي تعود إلى 2500 ق.م ذات القبضات المصنوعة من الذهب، رأس وقيثارة أور الذهبية والخوذ الذهبية للملوك السومريين وكنوزاً أخرى لا تحصى.
اختلفت الروايات حول القطع المنهوبة من المتحف العراقي وحده، وتراوحت بين 12-15 ألف قطعة أثرية حسب المتحف العراقي و170 ألف قطعة أثرية حسب التقارير الصحفية، إضافة إلى التخريب والنهب الذي أصاب آلاف المواقع الأثرية في العراق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
961