القافلة تسير إلى ميسلون
وردة بطرس وردة بطرس

القافلة تسير إلى ميسلون

منذ معركة ميسلون 24 تموز 1920، إلى الذكرى المئوية 24 تموز 2020، تسير القوافل إلى ميسلون، حيث ضريح وزير الحربية الشهيد يوسف العظمة.

معركة عند الضريح

سافر وفد من الحزب الشيوعي مكوناً من 20 رفيقاً بقيادة فؤاد قازان ومصطفى العريس إلى ميسلون بتاريخ 24 تموز 1934، وألقيت كلمة أمام الضريح لدعوة الشعب لتنظيم صفوفه والاستعداد لاسترجاع ميسلون وسورية ولبنان، فاعتُقل القائدان، وحكمت عليهما محاكم الاستعمار بسنتين من السجن قضياهَا بين سجون دمشق- حلب.
وفي السجن خاضا نضالاً باسلاً، فنقل فؤاد إلى سجن درعا ومصطفى إلى سجن حمص، حيث استطاع الأخير إرسال برقية من داخل السجن إلى الصحف دافع فيها عن السجينات.

نشيد ميسلون الأول

نشرت «صوت الشعب» في عددها العاشر بتاريخ 17 تموز 1937 «نشيد ميسلون»، من كلمات الرفيق قبلان مكرزل، وكان الشيوعيون الأوائل يتغنون بهذا النشيد في ذكرى ميسلون وصولاً لعيد الجلاء العظيم:
هنا ميسلون فعوجوا نحيي/ جميعاً ثرى ميسلون.
هنا استبسل العرب ضد الغزاة/ هنا استشهد الباسلون.
فكان لجيش الغزاة انتصار/ ونِير علينا جديد.
وكان على الشعب إما الخنوع/ وإما النضال العنيد.
وثبنا نناضل ليل نهار/ إلى أن بلغنا الأرب
ولن نترك السيف أو نسترد/ جميع حقوق العرب
سلام الشباب الجريء الأبي/ عليكِ قبور الأباة
فما كُنتِ للعرب في الضيم إلا/ طريق الهدى والحياة
نهضنا بأعلام مَنْ سكنوك/ غداة دعتنا البلاد.
نهضنا شباباً هواه عُلاها/ ورائده الاتحاد.

نشيد ميسلون الثاني

في عام 1953 سجلت السيدة فيروز نشيد «ميسلون» في إذاعة دمشق، كلمات الأخوين فليفل وألحان الأخوين الرحباني. وهو نشيد حزب الإرادة الشعبية الذي أقره المؤتمر العاشر الدوري «الأول بعد الترخيص» 2013:
على الأرض فوق السهول وعبر شعاب الجبال
على الأرض بين الوحول وفوق الدرب الطويل
نشق الطريق ونمضي سراعاً لخوض القتال
وعند الحدود وفي ميسلون لنا ذكريات
بطولات جيش تحدّى المنون ليبني الحياة، الحياة
وأحيا على الأرض عبر القرون شعار المشاة
رفاقي إن ما دعانا النفير تكونوا الجواب
وإن ما دعى الصوت كي ما نغير
فشبوا الحراب، الحراب
وهبوا لنسقي التراب الأثير دماء الشباب
يا موطني يا قصة الجمال ولحن شعب رائع النضال
يا موطني يا ملعب الإباء وراية تموج في السماء
في حماك خير وفير وثراك دوماً نضير
والهتاف يعلو حبيباً والطريق رحب منير
موطن المجد سر إلى الأمام
فوق مسراك يخفق السلام
يا رفيع المجود يا عرين الأسود
يا سديد الثبات للدوام
موطن المجد كلنا فداك
في القلوب مزهر هواك
نحن منك الرجاء نحن منك الوفاء
سدد الله للمدى خطاك

من أرشيف جريدة قاسيون

احتجت جريدة قاسيون على وجود معمل للتريكو في البيت الذي ولد فيه يوسف العظمة في حي الشاغور، وطالبت ناديا خوست في مجلس المحافظة بوضع إشارة تدل إلى الطريق الموصل لضريح يوسف العظمة في ميسلون، وأن يتم تكريم البطل في كل عام بمناسبة الجلاء. «العدد 123 نيسان 1990». وكتبت قاسيون نقلاً من مداخلات المجلس: أن ضريح يوسف العظمة لا تجري صيانته بشكل دوري، وبأنَّ بعض جوانبه بدأت بالانهدام «العدد 126 كانون الأول 1990».
تقدم الأعضاء الشيوعيون في مجلس محافظة دمشق بالعديد من المداخلات حول الجلاء، وكرَّسوا تقليداً للمكتب التنفيذي بزيارة ضريح البطل الوطني الكبير يوسف العظمة في ذكرى ميسلون، ووضع أكاليل الورود على الضريح. «من كلمة محمد علي طه في مؤتمر منظمة دمشق، العدد 127 أواخر كانون الأول 1990».
منعت القوى الوطنية هدم منزل يوسف العظمة في حي المهاجرين في ثمانينات القرن العشرين، وارتبط اسم الرفيقة ناديا خوست بدفاعها عن بيت الشهيد حتى تحويله إلى متحف. كما طالب الشيوعيون بتحويل المنزل الذي ولد فيه في حي الشاغور إلى متحف وطني.

ميسلون كرمز شعبي وطني

ميسلون رمز عميق في الوجدان الشعبي والوطني، أطلق اسمها على أنشطة عديدة في البلاد، حيث أصدر الشيوعيون نشرة في دمشق حملت اسم «ميسلون» بين عامي 1980-1991، وكان هناك فريق كرة قدم شعبي في حي العزيزية بالحسكة «حي الشيوعيين» اسمه ميسلون. وتقع مدرسة ميسلون في حي «هرابش» الفقير في دير الزور، ومكتبة ميسلون إحدى أشهر المكتبات في دمشق.
صدر كتاب «صفحات من أدب ميسلون» لمؤلفه غسان كلّاس، وفيه أهم ما كتب حول هذه المعركة، من الأدب إلى وثائق التاريخ والموسوعات العالمية. كما ألّف صبحي العمري كتاباً عن ميسلون، وهو أحد ضباط المعركة، وروى تفاصيلها بدقة.

مسير الشباب الوطني

أحيت منظمة ركن الدين احتفالاً بذكرى ميسلون 31/8/2004، فقطعت بعض الجهات التيار الكهربائي لمنع الاحتفال، واستمر الرفاق محتفلين بذكرى ميسلون على ضوء الكاز.
كتب الرفيق محمد علي طه في زاوية «من الذاكرة» 2013:
طرأ تطور لافت على زيارة الضريح أبدعه ونفّذه شبابنا بدءاً من عام 1999، حيث دعوا إلى مسير وطني للشباب ينطلق من أمام بيت يوسف العظمة في حي المهاجرين في دمشق مع إشراقة صباح الرابع والعشرين من تموز إلى بطاح ميسلون سيراً على الأقدام، ولمسافة ستة وعشرين كيلومتراً في عز الصيف. ليضعوا أكاليل الورد ويرددوا الأناشيد الوطنية، والقسم على متابعة السير على خطا الثوار والشهداء الأمجاد... واستمر هذا النشاط الشبابي اثني عشر عاماً 1999 -2010 ليتوقف جراء الأزمة الراهنة التي تعصف بالشعب والوطن. وبمناسبة ذكرى ميسلون المجيدة، أعتز بمساهمتي في تلك المسيرات الوطنية كلها، وبأنني سرت على الأقدام في ركب الشباب ومعهم ثلاث مرات وقد تجاوزت السبعين من عمري.
واختتم إحدى مقالات الزاوية بالأبيات التالية 2014: يا روابي ميسلون فيك غنّى الأقحوان/ فيك خطَّ الصِيدُ آيات الكفاح/ ضمّخوها بدماء الواهبين الباسلين/ ميسلونُ العُرِضُ صلصال العذارى/ سطروا أسطورة الشعب العظيم/ رغم أنف الحاقدين الغادرين/ أرضنا تبقى على الغازين مليونَ عصيّهْ.

مئوية ميسلون العظمى

تقف سورية على أعتاب الولادة الثالثة للجلاء العظيم في قادم الأيام، وعلى أبواب مئوية ميسلون العظمى في العام 2020، وما زلنا نجهل أين دفن وزير الحربية يوسف العظمة ورفاقه شهداء معركة ميسلون.

معلومات إضافية

العدد رقم:
923
آخر تعديل على الإثنين, 22 تموز/يوليو 2019 12:44