على درب يوسف العظمة سائرون
ولد يوسف العظمة في حي الشاغور 9/4/1884. تعلّم في المدارس العسكرية وتخرج منها ضابطاً، وأتقن العربية والتركية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإنكليزية.
شارك في الحرب العالمية الأولى رئيساً لأركان حرب الفرقة العشرين والخامسة والعشرين في بلغاريا والنمسا ورومانيا. وبعد خروج العثمانيين من سورية، عُيّن رئيساً لأركان الحرب العامة 1918 ثم وزيراً للحربية 1920. ونظم جيشاً سورياً يناهز 10 آلاف جندي.
قرر الاستعمار احتلال سورية ولبنان، وتألفت وزارة دفاعية برئاسة هاشم
الأتاسي، ومن أعضائها وزير الحربية يوسف العظمة والقائد الوطني الشهيد عبد الرحمن الشهبندر الذي كانت له مراسلات مع لينين.
أرسل الجنرال غورو إنذاره بتاريخ 14 تموز، فثار السوريون وأعلنوا أن كل حكومة تقبل الإنذار هي خائنة، وباشرت حكومة الأتاسي تنفيذ مضمونه فسرحت الجيش وسلطت النار على المتظاهرين، حيث استشهد 200 شخص، وهجمت جموع المواطنين على مستودعات الجيش وانتزعوا السلاح. وسارع يوسف العظمة إلى تجهيز قوات الدفاع عن دمشق، وبحث عن الدعم، وقرر الاتصال بالبلاشفة قبل يوم واحد من المعركة، لكن الوقت لم يسعفه، وسار إلى خان ميسلون لمواجهة الاستعمار.
وفي ميسلون، حدثت معركة غير متكافئة، حيث واجه المتطوعون سيئو التسليح جيشاً كبيراً قوامه 9000 جندي مزود بطائرات ودبابات ومدافع وإمدادات أخرى.
استشهد مع وزير الحربية 300-400 من زملائه، وأصيب 1000 آخرون، ودخل غورو إلى دمشق بتاريخ 25 تموز، وقتل الفرنسيون في دمشق العديد من المتطوعين والجنود في الشوارع.
كان يوسف العظمة يُرسل السلاح من دمشق إلى مناطق الثورات السورية التي بدأت تشتعل في كل مكان بين عامي 1918-1920. وحدثت سلسلة من الثورات، مثل: ثورة إبراهيم هنانو الذي كانت له مراسلات مع لينين، وشملت ثورته حلب وإدلب والمعرة وجبل الزاوية، وأرسل الاستعمار جيشاً قوامه 30 ألف جندي لقمعها. والثورة السورية الكبرى 1925-1927 التي شملت كل سورية وسقط فيها 4213 شهيداً نصفهم في السويداء. وتواصل نضال الشعبين السوري واللبناني حتى تحقيق الجلاء بمساعدة الاتحاد السوفييتي عام 1946 بعد أن قدَّم ما يقارب 100 ألف شهيد خلال ربع قرن.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 923