رحيل الشاعر أنسي الحاج أحد رواد قصيدة النثر العربية

رحيل الشاعر أنسي الحاج أحد رواد قصيدة النثر العربية

رحل الشاعر الأنقى أنسي الحاج، واحد من الكبار الذين أسسوا قصيدة النثر العربية. هو الذي آثر العزلة والوحدة في منزله وحتى في مكتبه، ونأى بعيداً عن المهرجانات والاحتفالات والمناسبات والعلاقات الاجتماعية، استطاع أن يؤثر بشعره المسافر عبر الصحف والكتب، ثم عبر وسائل التواصل الجديدة، إلى كل العالم، فكان له مريدون في لبنان والعالم العربي، يتابعون قصائده وكتاباته وأنفاسه بلهفة...

كانت قصائده المبكرة، التي نشرت في "لن"، تنذر بولادة شاعر متميز وغريب و"شيطان"، يشاغب على الشعر الموزون، بجملة شعرية متشظية ونزقة وجارحة ومتفاعلة مع حس حداثي جديد، قصيدة ولدت مع اختمار الحداثة وتفتح ما بعدها،فكان الشاعر العربي الجديد بامتياز. الفرق بين أنسي الحاج وشعراء مجلة "شعر"، أنه بدأ تجربته الشعرية بقصيدة النثر بخلاف سواه. لذا قال عنه أدونيس "هو الأنقى بيننا". وكان الأنقى أيضاً بتعففه وابتعاده عن البطولات الشعرية وعن الاستعراض، وعن استثمار كونه شاعراً كبيراً، فلم يجنِ من شهرته مالاً ولا جاهاً، لكنه ولد شاعراً متميزاً لم يستطع شعراء شباب عرب بعده أن يكونوا مثله أو بمستوى ما قدمه في تجربته الشعرية الشبابية. واستمر أنسي الحاج شاعراً متميزاً وحاضراً وفاعلاً بقوة.

هنا نبذة مفصلة:

 

أنسي الحاج

- مواليد قيتولي 27 تموز 1937.

- والده لويس الحاج (1907 - 1995) رئيس التحرير السابق لصحيفة "النهار"

- والدته: ماري عقل (توفيت حين كان في السابعة) فتزوج والده مرة ثانية من أليس حنا نمور.

- تزوج عام 1957 من ليلى ضو ورزقا ندى ولويس.

-  تلقى دروسه في مدرسة الحكمة والليسيه الفرنسية.

- بدأ يكتب وينشر مقالات وقصصاً قصيرة وهو على مقاعد الدراسة.

- عام 1956، وكان يعمل في جريدة "الحياة"، كتب مقالة في الصفحة الثقافية عن الأدب العربي، أثار النقمة والغضب عليه من رجال الدين واتهم بالشعوبية. انتقل بعدها إلى جريدة "النهار" وتولى رئاسة القسم الثقافي.

- عام 1957 التقى يوسف الخال وأسهم معـه في مجلـة "شعـر" وظهـرت لـه في الأعـداد الأولـى كتابـات نقديـة فقـط، ولم يبدأ بنشر قصائده إلا عام 1959.

- عام 1960 أصدر مجموعته الشعرية الأولى "لن" عن دار مجلة "شعر" مع مقدمة كتبها عن قصيدة النثر خصوصاً وعن الشعر عموماً. أثارت "لن" والمقدمة حرباً أدبية اشترك فيها العديد من الشعراء والكتاب في لبنان والعالم العربي.

- عام 1963 صدرت له مجموعة "الرأس المقطوع" عن دار مجلة "شعر".

-عام 1964 أصدر الملحق الأسبوعي لجريدة "النهار" وظل يصدره زهاء عشر سنوات.

 - عام 1965 أصدر مجموعة "ماضي الأيام الآتية" عن "المكتبة العصرية".

- عام 1970 صدرت له مجموعة: "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة؟" عن "دار النهار".

- عام 1975 أصدر "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" عن "دار النهار".

 - لم ينشر شيئاً أثناء الحرب الأهلية في لبنان، لكنه تابع الكتابة وكان يوقع باسم "سراب العارف"، وعاش أقسى أنواع الوحدة والصمت.

- اكتشف المدرسة السوريالية في أواخر الخمسينيات، بعد أن قرأ قصتها في كتاب لموريس نادو. لكنه لم يصبح سوريالياً.

- أمضى في باريس أربع سنوات (1977 - 1981) فرضتها عليه ظروف عمله. ولم يحاول في أثناء تلك الفترة أن يعقد أية علاقة أدبية أو اجتماعية.

- محب للعزلة والانفراد. لا يلبي دعوة إلى مهرجان ولا إلى ندوة، ولا إلى أمسية شعرية، ولا إلى مجرد لقاء. وهو إلى ذلك فقير لا يملك شيئاً من متاع الدنيا غير شقة بحرية مساحتها ثلاثون متراً مربعاً، اشتراها بالتقسيط أواخر السبعينات وعلى مدى سنتين. وليس عنده سيارة وبيته بالإيجار، وهو ذاته منذ أربعين سنة، بلا مصعد ولا ملجأ ومساحته 110 أو 115 متراً مربعاً.

- ساهم في إطلاق الحركة المسرحية الطليعية في لبنان، عن طريق الترجمة والاقتباس، فترجم مسرحية "كوميديا الأغلاط" لشكسبير، ومسرحية "الملك يموت" لأوجين يونسكو، كما ترجم "العادلون" لألبير كامو، و"القاعدة والاستثناء" لبرشت، و "نبع القديسين" و"رومولوس الكبير" لدورنمان و"الآنسة جوليا" لسترندبرغ. ترجم كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر.

- عام 1988 جمع مقالاته التي كتبها في الصفحة الأخيرة من "ملحق النهار" تحت عنوان "كلمات كلمات كلمات"، وأصدرها في ثلاثة مجلدات عن دار "النهار" .

- عام 1991 أصدر كتابه "خواتم" عن شركة رياض الريس للنشر، وهو عبارة عن نثريات شعرية وفكرية واظب على كتابتها في مجلة "الناقد".

- عام 1994 أصدر مجموعة "الوليمة" عن شركة رياض الريس.

- عين رئيساً للتحرير في جريدة "النهار" بعد وفاة والده في 19/3/1995.

- في 26 تشرين الثاني 1998 اقيمت له ندوة تكريمية في مسرح المدينة ببيروت لمناسبة صدور كتابه "الأبد الطيار" باللغة الفرنسية في باريس.

- في 17/12/1998 قرأ بعضاً من قصائده في معهد العالم العربي في باريس.

- استدعي إلى التحقيق القضائي بعد نشر مقالة في "النهار" للمقدم المتقاعد عدنان شعبان تعرض فيها لأجهزة الأمن السورية واللبنانية.

أقيل من جريدة "النهار" في تشرين الأول 2003.

- عام 2007 صدرت كتبه في طبعة شعبية في ثلاثة مجلدات ضمن سلسلة "الأعمال الكاملة" عن "هيئة قصور الثقافة" في القاهرة. ضم الأول: "لن" و"الرأس المقطوع" و"ماضي الأيام الآتية" والثاني: "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" و"الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" و"الوليمة" فيما حوى الثالث "خواتم" بجزئيه.

- كتب في جريدة "الأخبار" صفحة أسبوعية تحت عنوان "خواتم 3" تنشر كل سبت.

توفي في 18 شباط 2014 بمرض عضال.

 

المصدر: السفير

آخر تعديل على الثلاثاء, 18 شباط/فبراير 2014 22:28