التراث الحلبي المسروق
تحصد الشركات العالمية الكبرى ملايين الدولارات من أعمال مسروقة من تراث الشرق، مثل: الأفلام المقتبسة من قصص: علاء الدين والمصباح السحري، علي بابا والأربعين حرامياً، ألف ليلة وليلة ورحلات السندباد وغيرها.
انتقلت هذه القصص إلى الغرب عن طريق المستشرقين الذين أدوا مهمة سرقة تراث الشرق بنجاح في القرن الثامن عشر. حيث التقى الكاتب الحلبي حنا دياب بمبعوث الملك لويس الرابع عشر الذي كان يزور حلب بحثاً عن التحف والسجاد للقصور الملكية الفرنسية، وسافر معه إلى باريس ليعمل مترجماً عام 1708.
ترك حنا دياب مذكرات يومية، مكتوبة بخط اليد، وصلت بطريقة ما إلى مكتبة الفاتيكان! يقول فيها: إنه بدأ يروى القصص والنوادر، المأخوذة من الحياة اليومية في حلب، على مستمعين فرنسيين، وكان أحدهم المستشرق أنطوان غولاند، الذي ترجم «ألف ليلة وليلة» إلى اللغة الفرنسية بعد صدور النسخة الانكليزية عام 1706.
إحدى قصص حنا دياب كانت عن الفتى اليتيم علاء الدين الذي يخرج المصباح السحري من كهف العجائب، ويتزوج من ابنة الامبراطور، بدر البدور. مزج فيها بين والواقع والخيال، وأدخل الكثير من مشاهداته اليومية في حلب على القصة، عندما رواها للمستشرق الفرنسي، بحسب المذكرات، يوم 5 أيار 1709. أعجب بها الأخير وأدرجها في النسخة الفرنسية من الكتاب، لتترجم لاحقاً إلى اللغة العربية. وبعدها قص عليه قصة علي بابا والأربعين حرامياً التي صارت أيضاً من الكلاسيكيات العالمية، وبقي راوي أشهر قصص ألف ليلة وليلة مخفياً في الظل لفترات طويلة!
تتحدث الوثيقة التاريخية الرئيسة حول حنا دياب عن رحلته «من حلب إلى باريس: رحلة إلى بلاط لويس الرابع عشر» التي تجمع بين أدب الرحلات والمذكرات كتبها عام 1763م. إضافة لوثيقة تاريخية أخرى هي مذكرات أنطوان غالان.
ولد حنا دياب في حلب عام 1688، تعلم الفرنسية والإيطالية والتركية والأوكسيتانية. وسافر عام 1707 مع فرنسي اسمه بول لوكاس. إلى مصر وطرابلس وتونس وكورسيكا وليفورنو وجنوة ومارسيليا. حتى وصلوا باريس عام 1708. ثم عاد إلى حلب وعمل في التجارة حتى وفاته.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 916