الغارديان تدق ناقوس الخطر
كتبت سوزان مور في جريدة الغارديان البريطانية: «يمكنهم تشويه قبر ماركس، لكنهم لن يستطيعوا محو أفكاره».
أضافت سوزان مور: أنا أحب قبر ماركس بسبب الكلمات المنقوشة التي تقول: إن الفلاسفة فسّروا العالم بطرق مختلفة، ولكن المهمة تكمن في تغييره. وهذا يشكل فكراً حياً وتحدياً راهناً أكثر من أي وقت مضى. يمكننا أن نتجادل كثيراً حول إرثه، لكن هذا العمل التخريبي ليس حجة. إنها البلطجة.
تحول كارل ماركس إلى محور للتغطية الصحفية حول العالم خلال الأسبوعين الماضيين بعد الاعتداءات المتكررة على قبره في مقبرة هايغيت في مدينة لندن، من رش قبره بالطلاء أو محاولة تحطيمه، بل وحاول أحدهم قصفه بقنبلة. وزادت تلك الأخبار من زيارة الناس لقبر ماركس مع وضع باقات الورود الحمراء في المكان. أضف إلى ذلك تشكيل لجان حراسة شعبية للقبر.
يشعر الناس بضرورة الاشتراكية في بريطانيا أكثر من أي وقت مضى، للخلاص من ديون وضرائب وحش الرأسمالية. كما يشعر أسياد المال في الجهة المقابلة بخطر الفلسفة الماركسية أكثر من أي وقت مضى. ولعل الاصطفاف الذي حدث حول قبر ماركس في لندن «المخربون والمدافعون» يعكس الصراع الطبقي الجاري والقادم في بريطانيا بغض النظر عن بقاء الأخيرة أو خروجها من الاتحاد الأوروبي.
جريدة الغارديان البريطانية تدق ناقوس الخطر، فماركس بوصفه المحلل الفذ للرأسمالية كنظام وحتى العولمة، وعلى الرغم من وفاته منذ فترة طويلة، فإن أفكاره تواصل الصعود. وما فعله البلهاء في لندن من رش قبره بالطلاء، لن يتوقف تأثيره عند حد مواقع النضال الجديدة التي يمثلها ماركس. أضافت جريدة الغارديان: اذهب وشاهد ماركس «الخطير مطلياً أو نظيفاً» حسب وصفها.
لم توفر الصحف اليومية والأسبوعية والمواقع الإلكترونية البريطانية هذه المناسبة لتسلط النّار على البلاشفة من لينين إلى ستالين. إنه الرّعب من ذلك الشبح الذي تحدث عنه البيان الشيوعي، كما أنه الرعب من الشغيلة ومعذبي الأرض الذين بدأوا يقولون كلمتهم أمام التاريخ في القرن الواحد والعشرين، إنه الرعب من إضراب الطبقة العاملة البريطانية الآن وغداً