ماذا تعرفون عن برشلونة؟
يتابع جمهور محدد لكرة القدم أخبار فريقه المفضل «برشلونة» حول العالم على الشاشات ووسائل التواصل. ويتقصى قسم من جمهور «برشلونة» تاريخ المدينة الكاتالونية وأخبارها تعبيراً عن حبهم لفريقهم الكروي المفضل! فماذا يعرف جمهور برشلونة عن مدينة النيران؟
ثارت المدينة الكاتالونية على الحكم الملكي الإسباني عام 1714 وتعرضت أحياؤها إلى الهدم، وفي فترة الثورة الصناعية الرأسمالية في القرن التاسع عشر، هدم الأهالي سور المدينة الذي يعود إلى القرون الاقطاعية الوسطى، وحولوا الحصن الاقطاعي إلى حديقة عامة. وعرفت برشلونة منذ ذلك الوقت بلقب أول مدينة صناعية في إسبانيا.
نشأت الطبقة العاملة الإسبانية في برشلونة، لذلك كانت المدينة قاعدة للحركات العمالية في القرن التاسع عشر، واشتهرت بإضرابات العمال الكبرى في النصف الأول للقرن العشرين.
«مدينة النيران» فيلم سينمائي من إخراج داني دي لا توري، وإنتاج شركة نتفليكس 2018. يحكي الفيلم قصة رجل شرطة سري ترسله حكومة مدريد عام 1921 إلى برشلونة للتحري في موضوع سرقة شحنة أسلحة عسكرية.
يتسلل الشرطي إلى المافيا المحلية التي تضم جهاز الشرطة المحلي ورجال الجريمة المنظمة، ويتعرف إلى الفوضويين وضباط الجيش الذين يدفعون بإتجاه الفاشية، ويتعرف أيضاً على قادة نقابات العمال الذي يقودون الإضرابات.
المافيا المحلية، جهاز الشرطة، الجريمة المنظمة، الضباط الفاشيون، الفوضويون، نقابات العمال، الضباط الوطنيون المتصارعون مع الفوضوية والفاشية، هي قطاعات المجتمع البرشلوني المتصارعة التي تحدث عنها الفيلم في فترة 1921، حيث تقود النقابات العمالية 600 إضراب عمالي في المدينة الكاتالونية خلال عام واحد فقط.
يبرز الفيلم صراعاً بين تيارين في صفوف العمال، تيار فوضوي ينادي بالعنف ويحصل على الأسلحة المسروقة من الضباط الفاشيين، وتيار آخر لم يطلق الفيلم عليه أية صفة! بل قدم برنامجه السياسي عبر مشاهد الفيلم بلا اسم: قادة النقابات الذين يصرون على «خوض الإضرابات السلمية ومواجهة الاعتقالات ونبذ العنف».
يدلنا البرنامج السابق من مشاهد «مدينة النيران» على المناضلين الشيوعيين الإسبان في فترة صعود الحزب الشيوعي الإسباني، الناشئ حديثاً من صفوف حزب العمال الاشتراكي الإسباني. وينتهي الفيلم بانتقال الضابط الوطني إلى محاولة حماية الشيوعيين وترك جهاز الشرطة الفاسد الذي يدفع باتجاه الحرب الأهلية.