رحيل الفنان اليساري جميل راتب
توفي الفنان المصري جميل راتب يوم 19 من أيلول الجاري عن عمر ناهز 92 عاماً بعد معاناة مع المرض، وكتبت الصحف المصرية كيف استمتع المصريون بخفة ظل «البهظ بيه»، الشرير تاجر المخدرات الذى كان يبحث عن خلطة مضروبة لينعش بها السوق، ويحقق أرباحاً مهولة، والوزير «رشدى الخيال» الذى استعان بـ«فتحى نوفل»، المحامى المغمور، ليعبر به من مطب انتخابات مجلس الشعب، وعاشت أجيال من المصريين، تعرف فقط الوجه الفني والسينمائي لـ «راتب» بسبب قلة لقاءات الراحل الإعلامية وعدم تحدّثه حول السياسة فى الصحف والبرامج التليفزيونية، بينما كان للراحل دور سياسي فى الحركة اليسارية المصرية والعالمية.
انتسب جميل راتب لمدرسة الحقوق الفرنسية في القاهرة بعد الثانوية، وسافر إلى باريس لإكمال دراسة الحقوق. وهناك بالضبط شارك في مظاهرات الحركة الطلابية العربية والعالمية ضد الصهيونية واحتلال فلسطين، وانتسب إلى الحزب الشيوعي الفرنسي.
عاد من فرنسا في أوائل السبعينات، وأعلن رفضه اتفاقية «كامب ديفيد» والسلام مع العدو الصهيوني، وشارك صديقيه يوسف شاهين وصلاح أبوسيف فى تأسيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، وكان الحزب معروفاً حينها بموقفه الرافض للاتفاقية، وبعد لقاء جمعهم بخالد محيي الدين مؤسس الحزب، وعدد من قيادات الحركة الوطنية، أعلن «جميل» عن تأسيس لجنة الكتاب والفنانين، كما رشحه الحزب إلى انتخابات مجلس الشعب عام 1984. وكان متحدثاً أساسياً فى المؤتمرات الانتخابية لحزب التجمع فى السبعينات والثمانينات لجذب المواطنين لانتخاب مرشحي الحزب ونشر برنامجه.
شارك جميل راتب فى تأسيس لجنة الدفاع عن الثقافة القومية، التي كانت ترأسها الراحلة لطيفة الزيات، الكاتبة وأستاذة الأدب الفرنسي، وكانت هذه اللجنة ضد التطبيع الثقافي العالمي مع العدو الصهيوني، وتستهدف الحفاظ على الدور القومي للفن المصري». وأسس نادي السينما في حزب التجمع.
نشط الفنان الراحل في التمثيل والإخراج المسرحي وعمل في السينما الفرنسية بعد أول ظهور سينما له عام 1956 في فيلم «أنا الشرق»، وكرّمه مهرجان القاهرة السينمائي بعد رحلة طويلة مع التمثيل في المسرح والسينما والتي بلغت حصيلته فيها 67 فيلماً مصرياً وأجنبياً.