مسرح في ماري
في الكتاب الصادر عن جامعة دمشق وضمن سلسلة الأدب العلمي يشير د. بشار خليف إلى وجوه متعددة من حضارة مدينة ماري:” وكان يوجد في ماري مسرحٌ، تعرض عليه مسرحيات غنائية تحت إشراف موكانيشوم، وتذكر لوائح التعيينات، موسيقيين وموسيقيات يتلقون الطعام والنبيذ من القصر، كما تفصح إحدى الرسائل عن موسيقيين مسافرين مع قوافل».
وجرى احتجاز إيمار لرئيس فرقة موسيقية من ماري مع آلاتهم، وكانوا قادمين بعد إقامة حفلة في حلب، وتم احتجازهم حتى تدفع ماري ما يتوجب من ديون عليها إلى إيمار.
يشار إلى وجود صناعة للمراكب في ماري/إضافة إلى توتول/. كما وتميزت ماري بصنع العربات أيضاً. وكانت الخدمة العسكرية مطبقة في مملكة ماري، ويشير أندريه بارو إلى أن الوثائق أشارت إلى حمل أحد المسؤولين العسكريين في ماري، رأس شخص يدعى حانيان، رفض واعترض/ ويبدو أنه هرب/ من الخدمة العسكرية، بحيث جال هذا المسؤول في المملكة ليجعله عبرة لكل معترض أو هارب من الجيش.
ويشير دومنيك شاربان إلى أنه في عام 1769 ق.م، تم إجراء إحصاء عام في البلاد /مملكة ماري/، كان الهدف منه مراجعة اللوائح العسكرية.
الجدير ذكره أيضاً، هو أنه استخدمت في ماري الإشارات الضوئية لتأمين الاتصالات السريعة في فترات الطوارئ أو الحوادث، ولطلب النجدات وحالات الإنذار بخطب ما.
أما من جهة بيوت ماري، فقد كانت على شكل مستطيل أو شبه منحرف، تتجمع إلى بعضها البعض في كتل، تفصل بينها مسافات على شكل مساحات/ ساحات محاطة ببوابات.
وكانت ماري تقسم إلى أحياء، ويسّمى كل حّي باسم كبير الحي /في السن أو المقام/ ويطلق عليه اسم وكيل الحّي.
وكان البيت في ماري يشتمل على باب على الشارع وغرفة أمامية وهناك فناء محاط بالغرف، وثمة بيوت سكنية مؤلفة من طابقين.
مادة البناء لهذه البيوت كانت من اللبن وكان الآجر يستعمل بكثرة في الأسـس.
باحة المنزل والغرف معبدة ببلاط من فخار ناعم الجزيئات، أما المرافق الصحية فكان يبلط قاعها بالقار.
وتنبغي الإشارة هنا، إلى تقليد عمراني/ طقسي كان يجري في ماري كما في أغلب مدن المشرق العربي ويتجلى في إيداع ألواح ومسامير معدنية منقوشة تحت الأرضيات وأساسات الجدران، وهذا التقليد اعتقادي/ طقسي، وهو عبارة عن حالة تعبدّية كانت تجري بشكل مرافق لتشييد معبد أو قصر.