مؤلفات ماركس للمبتدئين
يبدو أن العالم ينحو بعد مضي 200 سنة على ولادة كارل ماركس، باتجاه دراسة عيّنات من كتاباته من قبل أعداد متزايدة من الناس. إذا كانت دراسة أعمال أحد أعظم علماء الاجتماع في كل العصور جديدة بالنسبة إليك، فإليك من أين تبدأ.
إن القرّاء الذين يبحرون في أعماله للمرة الأولى، غالباً ما يكتشفون نمطاً إنسانياً تنويرياً فيه كفيلسوف للتحرر، إنه أحد الذين تصوروا الكائنات البشرية المحيطة به تعيش حياة غنية ومتنوعة ومرضية في مجتمع ما بعد الرأسمالية. لا تقتصر كتابات ماركس على مشروع سياسي ثوري. فهي تقدم نقدًا أخلاقيًا لاغتراب الأفراد الذين يعيشون في المجتمعات الرأسمالية.
1- مقدمة لمقالة في نقد فلسفة هيغل
نشرت هذه المقالة القصيرة الرائعة في الأصل في عام 1844 في صحيفة باريسية، وتعرض العديد من انتقادات ماركس المبكرة للمجتمع الحديث ورؤيته الجذرية للتحرر. كما تقدم العديد من الموضوعات الرئيسة التي من شأنها بلورة كتاباته في وقت لاحق.
يرى ماركس: أن الثورات البرجوازية في القرن الثامن عشر ربما تكون قد استفادت من طبقة غنية ومثقفة، ولكنها لم تتحدّ الأشكال الخاصة للهيمنة في المصنع والبيت والحقل. يشرح ماركس الموضوع الثوري للطبقة العاملة، ويقترح مهمتها التاريخية: إلغاء الملكية الخاصة وتحقيق التحرر الذاتي.
2- المخطوطات الاقتصادية والفلسفية لعام 1844
لم تنشر هذه المذكرات التي كتبها ماركس في حياته، ولم تصدر إلّا في عام 1932 في الاتحاد السوفييتي، وهي مصدر مهم لنظريته عن الاغتراب الرأسمالي. فهي تكشف الخطوط العريضة الأساسية لماهية «الماركسية»، وتوفر الأساس الفلسفي للقراءات الإنسانية لماركس.
في هذه المخطوطات، يحلل ماركس الآثار الضارة لتنظيم العمل في المجتمعات الصناعية الحديثة. ويجادل بأن العمال المعاصرين يُقصَون عن السلع التي ينتجونها وعن نشاطهم العمالي وعن زملائهم العمال. فبدلاً من تحقيق شعور بالرضى وتحقيق الذات في عملهم، فإن العمال يُستنفدون جسدياً وروحياً. وترياق معالجة الاغتراب الحديث، هو: مفهوم إنساني للشيوعية يقوم على الإنتاج الحر والتعاوني.
3- البيان الشيوعي
يفتتح البيان بالمقولة الشهير، «شبح يطارد أوروبا- شبح الشيوعية»، وقد أصبح البيان الشيوعي واحداً من أكثر الوثائق السياسية تأثيراً على الإطلاق. تشارك في تأليفه مع فريدريك إنجلز، وقد فوضتهما رابطة الشيوعيين في لندن بإبداع هذا الكتيب ونشر على أعتاب الثورات المختلفة التي هزت أوروبا في عام 1848.
يقدم البيان التصور المادي للتاريخ عند ماركس ونظريته عن الصراع الطبقي. إنه يوضّح التوترات المتفاقمة بين البرجوازية والبروليتاريا في إطار علاقات الإنتاج الرأسمالية، ويتنبأ بانتصار العمال.
4- الأيديولوجية الألمانية
بالنسبة لأي شخص يسعى لفهم الأسس الفلسفية والتاريخية الأعمق للماركسية، تعدّ هذه المخطوطات أحد أهم نصوصه. كتبت حوالي عام 1846، ومرة أخرى بمشاركة مع إنجلز. تقدم «الأيديولوجية الألمانية» التطور الكامل لمنهجية الرجلين، المادية التاريخية، التي تسعى إلى فهم تاريخ البشرية على أساس تطوير أساليب الإنتاج الخاصة بها.
يناقش ماركس وإنجلز، بأن الوعي الاجتماعي للأفراد يعتمد على الظروف المادية التي يعيشون فيها. يتتبع تطور أنماط الإنتاج التاريخية المختلفة ويجادل بأن الشيوعية ستحل محل الرأسمالية الحالية. ينظر بعض المفسرين إلى هذا النص على أنه النقطة التي بدأت فيها أفكار ماركس في الظهور بشكلها الناضج.
5- رأس المال (المجلد 1)
نشر في عام 1867، رأس المال، هو: تشخيص ماركس النقدي للوضع الرأسمالي للإنتاج. وفيه، يشرح بالتفصيل المصدر الأساس للثروة في ظل الرأسمالية: قوة عمل العمال التي يستغلها الرأسماليون. إن العمال أحرار في بيع عملهم إلى أي رأسمالي، ولكن بما أنهم يجب عليهم بيع عملهم من أجل البقاء، فإن طبقة الرأسماليين تسيطر عليهم ككل. ومن خلال عملهم، يعيد العمال إنتاج الظروف الاقتصادية لوجودهم ويعززونها، وكذلك الأمر مع الهيكل الاجتماعي والأيديولوجي لمجتمعهم.
في «رأس المال»، يوجز ماركس عددًا من التناقضات الداخلية للرأسمالية، مثل: انخفاض معدّل الربح، واتجاه تشكل احتكارات الرأسمالية. وما زال تحليل ماركس يعلمنا كيفية النقاش الاقتصادي حتى يومنا هذا. وبالنسبة لأي شخص يحاول فهم سبب استمرار وقوع الرأسمالية في الأزمات، فإن كتاب رأس المال ذو أهمية كبرى.
جيمس مولدون - جامعة إكزيتر
ترجمة جيهان دياب (بتصرف)