المفكر الشهيد
«إننا نحن الشيوعيين اللبنانيين_ انطلاقاً من مواقعنا الطبقية والوطنية والقومية والأيدلوجية، لسنا، إطلاقاً، نبني موقفاً ما، إيجاباً أو سلباً، من التيارات والتنظيمات الدينية المعاصرة على أساس من القضية الدينية الإيمانية، بل نحصر موقفنا منها، في حالتي الاتفاق والاختلاف، في نطاق القضية السياسية والاجتماعية، نعني قضية التحرر الوطني والتغيير الاجتماعي ــ السياسي، والثوري. وإننا نعمل جاهدين مخلصين في أن تنحصر علاقة الاتفاق والاختلاف معها، كما مع غيرها من التيارات والتنظيمات غير الدينية، ضمن العلاقة الديمقراطية السلمية وحدها».
حسين مروة
الدكتور حسين مروة (1910 – 1987)عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني سابقاً، له العديد من المؤلفات ويعتبر أبرزها وأكثرها شهره على الإطلاق كتاب النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية الكتاب الذي أثار جدلاً كبيراً في وقته. ترأس تحرير مجلّة الطريق الثقافيّة من العام 1966 حتى شباط 1987 (تاريخ استشهاده)عضواً في مجلس تحرير مجلّة النهج الصادرة عن مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي. اغتيل الدكتور حسين مروه في منزله في ١٧ شباط عام 1987
ولد حسين مروة عام ١٩١٠ في قرية حداثا في جنوب لبنان بحسب السجلات الرسمية، ولكن مروة روى أن تاريخ ميلاده الحقيقي هو العام ١٩٠٨. أرسله والده إلى العراق عام 1924 لدراسة العلوم الإسلامية في جامعة النجف، وأنهى دراسته فيها عام 1938. بدأ اهتماماته بالكتابة الأدبيّة منذ سنوات دراسته الأولى في العشرينات، فكتب المقالة والقصة والنقد والبحث، كما كتب بعض الشعر. بداية اطلاعه على الفكر الماركسي كانت عام 1948 عبر قراءة «البيان الشيوعي» الذي أعاره إيّاه الشهيد حسين محمد الشبيبي (أحد مؤسسي الحزب الشيوعي العراقي). شارك أدبياً وإعلامياً وعملياً في أحداث الوثبة الوطنية العراقية عام 1948، التي اسقطت معاهدة بورستموث البريطانية مع حكومة العهد الملكي. وإثر عودة نوري السعيد إلى الحكم في العراق عام ١٩٤٩، اتخذ القرار بإبعاده من العراق فوراً مع عائلته ونزع الجنسية العراقية التي كان قد اكتسبها أثناء مكوثه أكثر من عشرين عاماً في العراق. انتظم رسمياً في الحزب الشيوعي اللبناني عام1951، انتخب عام 1965 عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، وبعدها عضواً في المكتب السياسي. ترأس تحرير مجلّة الطريق الثقافيّة من العام 1966 حتى شباط 1987 تاريخ استشهاده. عضو في مجلس تحرير مجلّة النهج الصادرة عن مركز الأبحاث والدراسات الاشتراكية في العالم العربي.
مؤلفاته
دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي
تراثنا كيف نعرفه
دراسات في الفكر والأدب
الثورة العراقية
قضايا أدبية
النزعات المادية في الفلسفة العربية والإسلاميّة (جزءان)
من النجف دخل حياتي ماركس
ولدت شيخاً وأموت طفلاً (سيرة ذاتية)
و كان الحزب الشيوعي اللبناني قد أحيا الذكرى الـ 31 لاستشهاد المفكر الشيوعي حسين مروة بتنظيم لقاء في مكتب الحزب، القى فيه الرفيق
اسكندر عمار مداخلة جاء فيها:
أتانا حسين مروّة بكل جديده، في مساجلة المنطلقات والمضامين الفكرية لكل ما ورد عن التراث، في منهج تيارات فكرية أيديولوجية ثلاثة، وهي على الشكل التالي:
أولاً: جاء كتابه الشهير تجاوزاً لنتاج المفكرين القدماء من العرب والشرقيين، حول التراث، التابعين أيديولوجياً لسلطة الدولة الثيوقراطية وحكم الإقطاع العسكري، في شكله الشرقي، في القرون الوسطى؛
ثانياً: كما جاء نقداً إيجابياً لما ورد في مجال «إحياء التراث» عند أولئك المحدثين منهم، وبخاصة رواد ما اصطلح على تسميته بحركة «النهضة العربية» منذ أواخر القرن التاسع عشر. واضعاً بذلك الحد الفاصل_ من موقع فكر الطبقة العاملة_ ما بين المشترك من ناحية، وبين المتميّز من ناحية أخرى، مع فكر البرجوازية التجارية الصاعدة، آنذاك، من حيث كونها تقع موضوعياً في تناقض طبقي داخلي، ما بين تبعيتها للإمبريالية، وبين مهامها في قيادة حركة التحرر الوطني العربية.
ثالثاً: كان كتابه من الناحية الأخرى المكمّلة، نقضا لرؤية المستشرقين وسواهم من الغربيين إلى تراثنا العربي الإسلامي، الذين ساهموا_ بأشكال متنوعة_ في تكوين أيديولوجية الطبقة البرجوازية التبعية السائدة في مجتمعاتنا الحديثة، التي وقعت تحت النير الإمبريالي وسيطرة مراكز الرأسمالية العالمية.