حمزاتوف، حكيم داغستان!
في الثالث من تشرين الثاني سنة 2003، رحل الشاعر رسول حمزاتوف في مدينة محج قلعة عاصمة داغستان الروسية، استراح حمزاتوف بعد ثمانين عاماً من الحب، والابداع، كتب خلالها القصائد وتغنى بالقيم والجمال وبلاده داغستان، ذات الحكم الذاتي.
هو ابن الشاعر الداغستاني الشهير «حمزة تساداسا»، أنهى الدراسة في معهد جوركي للآداب في موسكو، وصدر ديوانه الأول باللغة الآفارية قبل أن يتم العشرين من عمره، أصبح نائباً بمجلس السوفيات الأعلى، ورئيساً لاتحاد كتاب داغستان، وحصل على لقب شاعر الشعب عام 1958 ثم على جائزةٍ لينين، وجائزة لوتس الأفرو آسيوية وجائزة نهرو. ورغم ذلك فهو لا يهتم كثيراً بالجوائز ويرى أنها ليست القيمة الحقيقية للكاتب الحقيقي خاصة إذا كان شاعراً.
ألف حمزاتوف ما يقرب 30 ديواناً شعرياً بدأها منذ عام 1943 بديوان «الحب الحار والكراهية الحارقة» بالتزامن مع الحرب الوطنية العظمى ضد الفاشية، كما نشر ملحمتين: «حوار مع أبي 1953» و«بنت الجبال 1958»، غير أن قصته الشعرية «داغستان وطني» كانت الأكثر شهرة في بلاده والخارج، حوّل فيها الشاعر عواطفه الوجدانية إلى كلمات تصدح كالموسيقا وترى كالألوان. جمعت أعماله الكاملة في 18 مجلداً ضمت 40 مؤلفاً، وصدر ديوانه الأخير عام 1994، لعل نشأة حمزاتوف الجبلية منحته مجموعة من الصفات الجامحة والقوة الروحية الهائلة فهو شاعر ومحارب وحكيم وقديس وأب حنون وزوج رغم أنه شاعر.
احتفلت شعوب الاتحاد السوفييتي السابق وعلى الأخص شعوب القفقاس بالشاعر الجبلي عام 1998، خصصت له صحيفة «الثقافة» الروسية صفحة كاملة بمناسبة مرور 75 عاماً على ميلاده، وانضمت إليها صحيفة «فيك» والجريدة الأدبية الروسية، ما زال الناس والأطفال يحفظون أشعاره حتى اليوم.
يقول حمزاتوف: «إن الشاعر الذي يعتبره القراء في بلاده المتحدث الرسمي باسمهم لهو شاعر سعيد، ولا قياس للإنسان أفضل من عمله». قال أيضاً: «شيئان في الدنيا يستحقان المنازعات الكبيرة، وطن حنون وامرأة رائعة، أما بقية المنازعات فهي من اختصاص الديكة».
كتب في قصيدة:
كم صعبٌ
مصير النساء الفقيرات
لكن هذه القسمة أصعب مرتيَن:
لأن الأطفال كلّهم صغار
والأب «المعيل» في الحرب.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 835