أغان كردية من عُمر المدن
هل تعرفون أن سورية مذكورة في نصوص الأدب الكردي القديم؟ ما سرّ ذلك يا ترى؟ إليكم بعض الأمثلة من الأدب الشفاهي الموغل في القدم ومن أعمال بعض الأدباء قبل مئات السنين.
أغنية تراثية قديمة ما زالت منتشرة بكثرة في دبكات أعراس الجزيرة السورية وشمال العراق، لم تدون الأغنية باسم أحد ونستطيع تقدير عمرها من خلال المدن الشرقية التي تعددها، تقول الأغنية: «انظروا كم سافرت عبر العالم/ إلى حمص وحماة/ إلى موش والرها/ إلى سنه وسراي/ إلى كركوك وإيلام/ إلى ديرسم بلاد الظاظا/ إلى سفوح جبل سنجار/ يا لمدن العالم التي زرتها». الرها هو اسم مدينة أورفا الحالية في العصر الإسلامي قبل القرن الثالث عشر الميلادي.
ذكرت مدينة حلب في أغنية فولكلورية ما زالت منتشرة في مناطق وسط الأناضول، من مقاطعها: «وصلت قوافل حلب/ أنجديني صاحبة قلبي/ صرختي لصاحبة قلبي/ نصبوا خيامهم قرب مهربا/ سأموت يا صاحبة قلبي/ حفروا الخنادق دون مزاح/ سيرسلونني إلى العسكرية يا حبيبتي/ إلى هجرة العذاب». وتعود هذه الأغنية إلى مرحلة الظلم الإقطاعي العثماني.
بثت إذاعة يريفان السوفييتية عبر أثيرها منتصف الستينات وبصوت الفنان الأرمني كربيت خاتشو ابن مدينة القامشلي أغنية كردية تراثية حملت عنوان «دير الزور الصغيرة»، تتغزل كلمات الأغنية بمدينة دير الزور كفتاة جميلة ذات حناء حمراء وأساور. ثمة عشرات الأغاني التي تذكر دمشق والبلاد الشامية في الأغاني والقصائد والأمثال من الأدب الشفاهي.
إن أعمال الشاعر وكاتب الملاحم الشعرية فقي تيران، المنحدر من بلدة مكس في بلاد هكاري الجبلية، في القرن الرابع عشر مليئة بشواهد مماثلة، ذكر مدينة دمشق في قصة «ابن سيس»، ويقول في إحدى قصائده: «كفّ عن الصراخ والنجدة/ يا من جعلتني ذليلاً/ أغرقني في خيال القلب/ ولا أعرف يا شيركو كيف وصلت دمشق؟ كالنار أنت يا قلبي في وفاق/ كالرواة أنت معي حتى الفراق».
إذا ما قارن أحدهم الأمثلة السابقة مع الأدب الأرمني والسرياني وغيره سيجد المثل تماماً، ويكتشف أن شعوب الشرق لم تعش بمعزل عن بعضها منذ تلك الأزمان وحتى اليوم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 832