القديس والذئب ماتا في الليلة ذاتها!

القديس والذئب ماتا في الليلة ذاتها!

نقترب من الذكرى الـ 100 لثورة أكتوبر الاشتراكية، تلك الثورة التي لا تعني 1917 فقط، بل تعني بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي، النصر على الفاشية 1945، ونضال الشعوب ضد الإمبريالية.

يستعد المنهوبون عبر العالم لإحياء هذه الذكرى على طريقتهم بعد أشهر قليلة، لكن يبدو أن مفكرة الناهبين أيضاً لم تنس هذا التاريخ حتى اليوم، ويستعد هؤلاء لإنتاج مواد إعلامية وسينمائية ضخمة عن ستالين!
يا للعجب الرجل في قبره منذ 53 سنة، مات تاركاً ثروة مكونة من بضع روبلات قليلة في دفتر توفيره، وقطع ملابس قليلة، وضحى بابنهِ في الحرب، ولم تنسوه حتى اليوم.
تجري تحضيرات مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، الذي سينعقد في أيلول القادم على قدم وساق، ويستعد قسم المنبر لعرض فيلم كوميدي تافه بعنوان «موت ستالين» من إخراج آرماندو إينوشي 2017 وإنتاج بريطاني أمريكي مشترك حسب إعلان نشره موقع هوليوود.
في إهانة سياسية وأخلاقية لملايين الناس الذي استشهدوا في النضال ضد النازية، وفي إهانة ثانية لتقاليد وثقافة الشعب الروسي، يصور هذا الفيلم طاقم الكرملين عام 1953 كمجموعة معتوهين ومثليين جنسياً، كان لابن ستالين نصيبه من السخرية والإهانة، وهو يتدخل في مباريات رياضة الهوكي! يموت ستالين في بداية الفيلم، وحرص المخرج أن يُضحِك المشاهدين على موت الإنسان، ويكمل الفيلم عرضه على طريقة الشتائم الأمريكية من بدايته حتى نهايته.
ما زالت الجامعات الأمريكية تحتفي بأهم المقالات الصحفية التي حصلت على جوائز في القرن العشرين، وتدرسها في جامعاتها كنماذج للتعليم، منها ما يعرف باسم المقدمات الخالدة في التاريخ، كتب صحفي أمريكي في مقدمة مقال صحفي قائلاً: «في روسيا وحدها يستطيع بطرس والذئب أن يموتا في الليلة ذاتها»، في إيحاء أن ستالين ليس القديس بطرس وإنما الذئب الشرير.
يحتل المقال السابق وسيحتل الفيلم الجديد مساحة جيدة في المراتب الأكاديمية، كون الاثنين ينتميان إلى الهيمنة الإعلامية والسينمائية العالمية. يقال لا شأن لهما بالسياسة! لكن هل سيتفق مع ذلك الملايين من أحفاد ضحايا الفاشية والحرب في العالم؟ لا اعتقد أن ذاكرة الناس كتبت بقلم رصاص حتى يأتي البعض لكتابة ما يشاؤون، إن ذاكرة الشعوب مكتوبة بالدماء أيها الأكاديميون.

معلومات إضافية

العدد رقم:
824