الفنان الراحل أمجد غازي: إننا محكومون بابتسامتك.!

الفنان الراحل أمجد غازي: إننا محكومون بابتسامتك.!

من لا يعرفك يجهلك، هذا حال كثير من الفنانين والمبدعين السوريين، الذين همشتهم وسائل الإعلام، رغم موهبتهم وإبداعاتهم، وخاصةً من أبناء الجزيرة والفرات، علماً أنّ بعضهم تخطى حدود الزمن والوطن، ووصل حتى إلى العالمية.!

فقدت الحركة الفنية التشكيلية السورية، والفراتية، والطفولة، في دير الزور وسورية، يوم الأحد  21/5 الرسام التشكيلي، ونصير الطفولة، وصاحب الابتسامة الطفولية الدائمة، والذي تمسك بالأرض والأم، شجرة وشريان الحياة في الوطن: الفنان أمجد غازي، عن عمر ناهز 53 عاماً، بعد صراعٍ مع مرضٍ عضال لم يمهله كثيراً!.
 ربما لم يعرفه الكثيرون، لكن الأطفال شاهدوا رسوماته على مدى ثلاثين عاماً في مجلات أسامة والعربي وماجد، وأصبحوا رجالاً، وبقي مجهولاً لهم لكنه يعيش في مخيلتهم.
الفنان أمجد غازي هو من الجيل الثالث من الفنانين التشكيليين في محافظة دير الزور، وقد تميز بامتلاكه لتقنيات العمل الفني، في الرسم والتحبير والتشريح، بالإضافة لموهبته وخياله الواسع، واعتمد على التراث والتاريخ والبيئة الفراتية، واستطاع فرض نفسه رغم التعتيم الإعلامي، كما كان يملك رؤية واضحة في بناء الإنسان، والتي تبدأ من الطفولة، فعمل في مجلة أسامة منذ نشأتها، وكذلك في مجلتي ماجد والعربي، وله رسومات عديدة في المناهج التعليمية الجديدة للتعليم الأساسي، ومنشورات الطفل في الهيئة العامة للكتاب، كما له عدة تصاميم إعلانية، وأغلفة الكتب، كما عمل مخرجاً فنياً لمجلة الجندي. شارك الفنان الراحل بالعديد من المعارض الفنية منذ عام 1982 وحتى وفاته، وله مشاركات أجنبية لرسوم الأطفال، وكانت آخر أعماله في عدد أيار الماضي من هذا العام في مجلة أسامة، سيناريو فني لقصة بعنوان (أحمل سور المدرسة) مؤكداً أهمية التعليم في بناء الطفل خصوصاً، والإنسان عموماً.
تميز الفنان الراحل أمجد غازي بتواضعه ولطفه وابتسامته الدائمة، التي بقيت مرسومة على وجهه رغم مرضه العضال، ولم تفارقه حتى وفاته.
نعى اتحاد التشكيليين السوريين وفرع دير الزور للاتحاد الفنان الراحل، وهو من مواليد 1964، وتخرج من كلية الفنون الجميلة/قسم العمارة الداخلية عام 1997 وبقي متمسكاً بعمله في مجلة أسامة رغم تدني أجورها، كما عمل مدرساً لمادة الرسم في ثانويات دير الزور، ومعهد إعداد المدرسين، ثم أصبح مديراً له عام 2010، وقد قالت إحدى الشابات: لم أعرفه لكن رسومه ما تزال عالقةً في ذاكرتي منذ الطفولة.!
أمجد غازي وداعاً: كنا وما زلنا وسنبقى محكومين بابتسامتك.! 

معلومات إضافية

العدد رقم:
812