عبد الله أبو هيف.. عَلَمٌ لا يُنسى

عبد الله أبو هيف.. عَلَمٌ لا يُنسى

رحل في الثاني والعشرين من نيسان الفائت بعد معاناة طويلة مع المرض الروائي الدكتور عبد الله ابو هيف، ويعد الراحل أحد النقاد الذين عاصروا الحركة الأدبية في سورية منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي حيث ولد في الرقة عام 1949 وحصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق وحاز شهادتي دكتوراه الأولى من الاتحاد السوفييتي السابق في العلوم اللغوية والأدبية والثانية من جامعة دمشق في النقد ونظرية الأدب وكان عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب «جمعية القصة والرواية» ورئيس تحرير مجلة الموقف الأدبي وجريدة الأسبوع الأدبي الصادرتين عن الاتحاد.

للراحل عشرات المؤلفات منها «موتى الأحياء» و«هواجس غير منتهية» في القصة و«فكرة القصة» و«الأدب العربي وتحديات الثقافة» و«عن التقاليد والتحديث في القصة العربية» في النقد و«الفكر العربي والشرق أوسطية» و«الفكر العربي والتطبيع» في الفكر السياسي.
تميز بحقانية الكتابة المتميزة ذلك أن الدكتور عبد الله في الوقت الذي تحاول فيه الحداثة المعولمة المتأخرة أن تطمس كل خصوصية على صعيد الفكر والثقافة والاقتصاد أثار عبد الله أبو هيف سؤال الهوية المتميزة فالمنجز المعرفي له ينطلق من ولائه للمنطقة ونهضتها.
وهذا يؤكد الميل إلى الكتابة الايديولوجية لكن المنطلق الأيديولوجي لا يخفي تفرد الدكتور عبد الله أبو هيف في تناوله للأجناس الادبية حيث يحاول أن يتناولها في أفضل حالات تجلياتها في إبداعها الحقيقي حين تكون مخلصة لطبيعتها وروحها وشروطها .‏
ان كتابه الفكر العربي والتطبيع يشكل تعبيراً اصيلاً عن خياراته ووعيه للتاريخ ومواقفه في مواجهة التطبيع و التصدي للمشروع الصهيوني العنصري، فكان منشغلاً دائماً بأسئلة المصير واسئلة الوجود المهدد، ومآل الهوية والانتماء .‏
جال في ميادين عديدة من ميادين النقد وحرص على تقديم إضاءات أو صور أو أسئلة محرضة تعمل على تعميق الدراسات المعاصرة، فهو ناقد أثرى النقد العربي الحديث بعدد من المؤلفات التي عنيت بريادة الحقول المعرفية والمنهجية لعدد من ميادين الادب المقارن التي تجلت بموضوعات صورة الآخر وعلاقة القصة العربية بالغرب والمؤثرات الغربية في السرد العربي .‏
استوقفته اشكال ادبية كثيرة : مثل القصة القصيرة والرواية والمسرح والنقد .‏
و قد عنى هذا ان الرجل كان يتسم بالنظرة الموسوعية التي تحولت عنده الى مسح لجغرافيا الادب العربي من محيطه الى خليجه، فهو لم يتوقف عن الدراسات الادبية للنتاج السوري، بل لقد كانت له تطبيقاته النقدية في الادب الجزائري والشعر السعودي ..‏
كذلك استثمر العديد من المناهج والرؤى النقدية السائدة فقد استعان بالسيميائيات وبالنقد البنيوي التكويني، وبالنقد التاريخي وذلك لتتبع الظاهرة الادبية، سعياً الى اثبات الحقيقة او الاقتراب منها، وكشف اسرارها.‏

معلومات إضافية

العدد رقم:
812