قبعات هتلر البيضاء
دعوني أحدثكم عن قبعة هتلر البيضاء في سورية، وكيف خدعكم اللون الإنساني الأبيض، جهات ممولة، تنظيم، تلقين سياسي من صاحب المال، تنفيذ المهمة بنجاح، تصريحات إعلامية، أوسكار سينمائي عالمي، ومن ثم يقولون: «نحن إنسانيون محايدون».
خلف هذه القبعة يقف من يستغل الأبعاد الإنسانية للحرب ومآسي الناس وتوظيفها لدواع إعلامية سياسية غير محايدة. يجهد هؤلاء في التركيز على صور الأطفال والنساء بشكل لا إنساني عديم الاحترام لآلام الناس، فأصبح قبعة لإعلام متعطش للدماء.
نقلت وسائل إعلامية خبر حصول ما يسمى بـ «الفيلم الوثائقي السوري» _ القبعات البيضاء أو الخوذ البيضاء_ على جائزة الأوسكار عن فئة الوثائقي، وهي جائزة عالمية تمنحها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية، في كاليفورنيا الأمريكية.
فضح الإعلام العالمي أمر هؤلاء، وأكدت الصحفية الكندية إيفا بارتليت أن ما تسمى منظمة «القبعات البيضاء الإغاثية» التي تعمل في سورية تأسست عام 2013 على يد ضابط بريطاني سابق، وهي غير محايدة، ولا تملك أية مصداقية. يُذكر أن مؤسس القبعات البيضاء هو جيمس لونغيرور وهو ضابط تنسيق مخابرات الناتو، والمهتم بتنظيم وتدريب «المنظمات الإنسانية» ودعمها المالي.
أضافت بارتليت، في مؤتمر صحفي، عقد في مقر الأمم المتحدة عام 2016 أن أصحاب القبعات البيضاء يدًّعون أنهم محايدون، لكنهم شوهدوا وهم يحملون مسدسات كما أن مقاطع الفيديو لديهم تحتوي في الواقع على أطفال تم استخدام صورهم في تقارير مختلفة، لذلك يمكنك أن تجد فتاةً اسمها آية مثلاً تظهر في شهر آب2015 ثم تعود للظهور مرة أخرى في مكان آخر الشهر الذي يليه. لقد تم تحرير حلب اليوم، ولم يسمع أحد من السكان بالقبعات البيض.
كتبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على صفحتها الشخصية على فيسبوك في 30 تشرين الثاني 2016: أن ما يسمى بالقبعات البيضاء تسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام. هؤلاء الأشخاص ادَّعَوا أنهم قاموا بإنقاذ حياة آلاف الأشخاص، ولكنهم كانوا يقومون بتسجيل مقاطع فيديو احترافية صغيرة، ولم يخجلوا من نشر هذه المقاطع على الانترنت.
أضافت زاخاروفا: «هذه الفيديوهات تعبر عن السلوك الغريب، واللاأخلاقي لمن يقوم بتصويرها. ويمكن اعتبار هذه المقاطع نموذجاً لتصوير وتمثيل المعاناة. لذلك بالتحديد تم ترشيحهم لجائزة أوسكار، وليس لجائزة نوبل للسلام، وفي الـ 27 من شهر شباط قرأنا خبراً مفاده أن جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي قصير كانت من نصيب الفيلم البريطاني الخوذ البيضاء».
يبدو أن «القبعات البيضاء» هو ترميز أو شعار يمثل أحد أشكال البنية الفوقية للفاشية الجديدة، وضمن ذلك تأتي الدعاية الكبيرة عالمياً لراوية «حبيبي داعشي يرتدي قبعةً بيضاء» التي تتحدث عن أنواع الميول النفسية المريضة واللاأخلاقية كللها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 803