إحراق الأوراق الثقافية: ثقافة خاصة جداً
ثيراً ما نسمع بين الحين والآخر مسميات جديدة تطلق على ثقافات تظهر في العالم كله، من هذه الثقافات: ثقافة الهمبرغر أو ثقافة الماكدونالد، ثقافة فرسان المقاهي، ثقافة الشارع، ثقافة الحداثة وما بعد الحداثة، وحفريات المعرفة وما بعد حفريات المعرفة.. الخ» . ومن بين هذه المسميات نستطيع أن نستشف أن سورية تمتلك واحدة من أهم هذه الثقافات ألا وهي ثقافة الـ «يا الله يا شباب» وثقافة المجاملة والـ «شي بجنن»، وهي ثقافة نادرة إذا قمنا بمبادلتها، بدون جمارك، مع الثقافات الغربية الوافدة إلينا لانهارت ثقافة هذه الدول تماماً واختفت كل المعالم الثقافية في هذا البلد أو ذاك.
فهذه الثقافة مؤسسة على القيام بمشروع ثقافي نهضوي، والشروع بتنفيذه ثم التفكير بالآليات اللازمة للخروج بهذا المشروع وهل يستطيع هذا الشخص أو تلك المؤسسسة القيام بهذا المشروع هل نمتلك الفضاءات اللازمة لاحتوائه والامكانات المادية والبشرية التي يحتاجها هذا المشروع.. إلى آخره من مستلزمات.
وهذا الأمر لا يتصل بالمشاريع الجماعية فقط بل الفردية أيضاً، فالرغبة مع الكثير من التصفيق فقط تكفي لأن يكون فلان كاتباً مرموقاً أو مخرجاً أو فناناً تشكيلياً، ولأول مرة يقدم فلان عملاً ما، أما ما الذي قدمه فلان فهو شي بيجنن، فيخرج إلى الشارع الثقافي ألوف الشعراء ومئات كتاب القصة والرواية، لم تسمع بهم أمهاتهم، ويعاني أحد مدراء الصفحات الثقافية من الزخم الشعري الذي يهطل إلى مكتبه يومياً مع توصيات شديدة اللهجة بالنشر لهذا الشاعر المهم.
وها قد بدأ الحديث عن عودة مهرجان دمشق المسرحي إلينا مرة أخرى، ما الذي ستقدمه سورية في هذا المهرجان وأين هي الفضاءات التي تستطيع استيعاب هذا المهرجان، وهل الهيئات والمؤسسات المسؤولة عن القيام بهكذا مشروع على استعداد للنهوض بمشروع ثقافي يحفظ تاريخ واسم مهرجان دمشق المسرحي، كل هذا لا يهم المهم يا لله يا شباب يجب أن يعود المهرجان إلى الساحة مرة أخرى وأكيد سنخرج بشي بجنن.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 180