« الفتاة صاحبة تاتو التنين »
ثلاثية الكاتب ستيج لارسون «الفتاة صاحبة تاتو التنين» تحوي بالإضافة إلى العنوان السابق: «الفتاة التي لعبت بالنار»، «الفتاة التي ركلت عش الدبابير». باعت ثلاثيته أكثر من 20 مليون نسخة في 41 بلداً في ربيع 2010، وقد كان المؤلف الثاني الأكثر مبيعاً في عام 2008. وهنا مقال عن رواية الكاتب الذي كان عضواً نشطاً في الحركة اليسارية السويدية.
تقدمة وترجمة: لين قاروط
«الفتاة صاحبة تاتو التنين»، العنوان صاحب الضجة العالمية كتاباً وفيلماً. عند قراءة الكتاب تُسهل معرفة السبب وراء هذه الشهرة. وكتحذير عادل، لا تقرأ هذا الكتاب إن كنت غير مستعد لـ590 صفحة ستسيطر على أجزاء كبيرة من حياتك إلى أن تنهي قراءتها. هنالك عدد قليل من الأماكن الجديرة بالتوقف، لذلك عندما ستضع الكتاب من يدك لتكمل ما تبقى لاحقاً سوف تجد نفسك تفكر طوال الوقت في ما سوف يحدث إلى أن تعود إليه ثانية.
لارسون الكاتب الرائع، توفي إثر أزمة قلبية في الخمسين من عمره سنة 2004. لربما تكون الشخصية الأساسية في الكتاب مايكل بلومكفيست نموذجاً عن الكاتب شخصياً، حيث أنه في الحقيقة صحفي صليبي وقد تلقى أيضاً تهديدات بالقتل كنتيجة للمقالات التي كتبها. في الواقع، هنالك تكهنات حول أن هذه التهديدات هي السبب وراء الأزمة القلبية ولكن تم نفي هذه الإشاعات من قبل الناشر.
في «الفتاة صاحبة تاتو التنين» بلومكفيست سقط ضحية خدعة محكمة بذكاء حاد، الأمر الذي أدى إلى وصوله لمحاكمة التشهير مما اضطره إلى الاختباء لفترة من الوقت. يتم توظيفه من قبل هنريك فانغر، المسؤول التنفيذي في شركة سويدية كبرى ليحقق في اختفاء ابنة أخيه هارييت منذ أربعين عاماً. حيث أن هاجس الرجل العجوز الذي سيطر عليه سنوات عديدة هو إغلاق هذه القضية قبل وفاته. يستعين حينها بلومكفيست بليسبث سالاندر الفتاة غير الاجتماعية، المملوءة بالوشوم وحلقات الثقوب. على طول الطريق، يكتشفان طبقات وطبقات من الفساد والغموض والمؤامرات في عائلة فانغر وفي هيديستاد القرية الصغيرة أو بالأحرى الجزيرة الأصغر.
إن هذه الرواية رواية سريعة الوتيرة، مُغرِقة ومحبطة بأفضل طريقة ممكنة. في كل مرة يتم فيها حل لغز من الألغاز، يقع حدث آخر قبل أن تجد الوقت لتتساءل عما سيأتي لاحقاً. بلومكفيست و سالاندر شخصيات ساحرة، وعلاقتهما فريدة من نوعها، وعائلة فانغر البالغة الاختلال تقدم ما لا ينتهي من المفاجآت والأسرار التي على الثنائي استكشافها.
إن القصة التي تروى هي بسواد وبرودة السويد ذاتها، ولكنها لن تقوم ولا للحظة واحدة بإشعارك بالملل ولن تتوقف عن مفاجأتك. هنالك الكثير من الجنس والعنف مرفقاً غالباً بالنثر البياني. حتى خارج نطاق الحبكة الرئيسية، قصة سالاندر مظلمة كلغز فاتن بحد ذاته.
من المؤسف أن لارسون توفي بعد الانتهاء من الروايات الثلاث في الثلاثية «الفتاة صاحبة تاتو التنين». كان من الممكن جداً قراءة العديد من الكتب الأخرى حول بلومكفيست و سالاندر.
ينصح بهذا الكتاب بشدة لمن يحب الألغاز الذكية المعقدة والشخصيات غير الاعتيادية المعقدة أيضاً. لن تنسى سريعاً بلومكفيست و سالاندر.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 541