«شقشقة صور»...الأمير هو الذي يجد عرشه في قلوب الدراويش
«ليس المهم أن تعطي الكثير من الكثير الذي تملكه، بل الأهم أن تعطي القليل من الذي لا تملك غيره».
بهذه الكلمات افتتح الفنان عز الدين الأمير حديثه معنا، على هامش حفل توقيع ألبومه الغنائي الجديد الذي عنونه بـ «شقشقة صور»، والذي أقيم في المركز الثقافي بجرمانا بتاريخ 8/12/2016.
تسامح وتعاضد
وفي معرض حديثه على منبر المركز الثقافي شرح «الأمير» عن مضمون رسالته وأغانيه، الإحدى عشرة التي تضمنها ألبومه الأخير، حيث قال: أن أغاني الألبوم ترمز إلى المحبة والحث عليها، وتركز على الأخوة بين الناس، عبر التسامح والتعاضد والحد من التكبر والاستعلاء، مذكراً بمبدأ الوجود الزائل، والمصير المحتوم، الذي يتبناه ويعتبره مرتكزاً لرسالته الإنسانية.
شهادات رسمية وفنية مختصة
يشار إلى أن مدير المركز الثقافي بجرمانا منهال الغضبان افتتح الحفل بالتعريف بالفنان عز الدين الأمير ومسيرته الفنية، الذي تبنى فيها المجازفة لترميم الحب المشوه في قلوب الناس، ونبذ النزاعات التي تقتل ما فينا.
فيما عرج الدكتور راتب سكر على السيرة الذاتية للفنان الأمير قبل الفنية، حيث تحدث عن حياته منذ الطفولة، والصعاب التي تحداها والعثرات التي واجهته، مجازفاً حتى يصل لهدفه ويفصح عن رسالته النبيلة والسامية بملء الصوت، عن طريق اغانيه ذات الطابع الإنساني والوجداني، والمطعمة بروح الفلكلور القريب من الناس، والسهل على السماع.
وقد أوضح الشاعر فرحان الخطيب: أن العنصر الاجتماعي هو الطاغي على أعمال عز الدين، كونه يصف أوجاع وآلام المجتمع عبر الكلمة الملحنة، التي تحمل قيماً، معتبراً الأغنية وسيلة من أخطر وسائل التثقيف الجماهيري.
من جانبه صرح الناقد الموسيقي يوسف الجادر: أن الفنان الأمير منذ البداية، أضاف بصمة فريدة على اللحن التقليدي والسائد، عن طريق كلماته وألحانه وغنائه، مستعرضاً بضعاً من الأغاني ذات الطابع الاجتماعي، والتي تحمل صوراً وتراكيب استعارية لإيصال المعنى بطريقة لطيفة وقريبة للقلب.
في حين أكد الدكتور غسان غنيم على جهود الفنان عز الدين الوطنية، معتبراً أن أغانيه أتت لتمتّن العلاقات بين أفراد الشعب السوري، كما أغنية «تعالوا يا أهالينا» التي عبر من خلالها عن رفض النزعات التفتيتية الطائفية وغيرها، بالإضافة إلى غيرها من الأغاني مثل أغنية «لا تقل يا أبي».
أطفال يستحقون الحياة
الجدير بالذكر، أن ريع الحفل من توقيع الألبوم الجديد للفنان الأمير كان مخصصاً لصالح أطفال مركز الإيواء بجرمانا، وهي مبادرة تسجل للفنان على المستوى الشخصي، بغض النظر عن حجمها وأثرها، يكفي بأنها مبادرة على الطريق الصحيح، وبما يتوافق مع الرسالة الإنسانية التي يتبناها الأمير في مسيرته.
وحول الموضوع أجابنا الأمير بإحراج المتواضع: «هذه المبادرة هي محاولة صغيرة لزرع الأمل والبسمة على وجوه الأطفال، الذين يستحقون الحياة، ليس من باب المساعدة، فهذا حقّ الطفل، وهؤلاء الأطفال أطفالنا وأهاليهم هم أهلنا»، متمنياً العون قدر المستطاع تجسيداً لفكرة التكاتف والمحبة في المجتمع، والتي يعمل عليها عبر مشروعه المتواضع وإمكاناته الشخصية المحدودة وعبر أغانيه الإنسانية العامة.
معاناة الفن الملتزم
كما صرح بحديثه معنا، بأن التمويل الشخصي والفردي هو المصدر الوحيد المتوفر أمام الفنان الملتزم، بظل تواري الدعم المالي من قبل الجهات المعنية، مؤكداً على ضرورة هذا الجانب على مستوى نشر وتوسيع هذا النمط من الفن، وأهميته على المستوى الاجتماعي والثقافي، مع تأكيده على أهمية الرعاية عموماً، وبأنها لا يجب أن تقتصر على المستوى الإدراي والتنظيمي، رغم أهميته طبعاَ.
وختم الفنان عز الدين الأمير حديثه معنا بمقولة جبران «إن الأمير هو الذي يجد عرشه في قلوب الدراويش».
أخيراً لا بد من الاشارة إلى أن تكريماً للفنان الأمير وفرقة ربيع جرمانا قد تمت بتاريخ 16/12/2016، في المركز الثقافي بجرمانا، ولم نتمكن من تغطية الحدث كون العدد تم إغلاق تحريره بتاريخ 15/12/2016.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 789