فلسطين.. وسينما الذاكرة..
أكمل المخرج السينمائي «سعود مهنا» رئيس مركز تسجيل الذاكرة الفلسطينية تصوير فيلمه «موت وحياة» الذي بدأ بتصويره منذ أكثر من ثمانية أشهر، وهو يتحدث عن مخيم رفح أثناء الاجتياح الإسرائيلي.
الفيلم صور عشرة شباب فلسطينيين تزوجوا في عرس جماعي بعد أن دمرت الدبابات الإسرائيلية منازلهم، ولكنهم أصروا أنيحتفلوا بزواجهم الجماعي على أنقاض منازلهم المدمرة..المخرج «سعود مهنا» صنع من تلك الفكرة فيلمه الوثائقي «موت وحياة»، حيث صور احتفالية الحياة وإصرار الشباب الفلسطيني على الاستمرار والصمود رغم الدمار الذي حل بمنازلهم، ورغم هجراتهم المتعددة على مر السنين. ونقلت عدسة الكاميرا فرحتهم وفرحة أهالي المخيم الذين خرجواليزفوا العرسان العشرة على أنقاض منازلهم. ولقد سجل الفيلم لقاءات مع العرسان بين الحطام ليقفوا وجهاً لوجه مع ما تبقى من ذكريات الطفولةفي شوارع المخيم وبين جدران منازلهم التي أصبحت ركاماً بعد الدمار.
يقول المخرج سعود مهنا:
«لقد هزني المشهد، خصوصا حينما اصطحب أحد الشباب عروسه، وأخذ يحدثها أمام الكاميرا عن تفاصيل منزله، وأين كان يخطط أن يضع غرفه نومها، وأين غرفة الأطفال،(هنا كنا نلعب أنا وإخوتي ونحن أطفال، وهنا كانت غرفه نومي،وعلى هذا الشباك كنت أتذكرك، وفى تلك الفسحة كانت تجلس أمي وأبي)، وأخذ يتجول معها على ركام المنزل، ويتذكر كل بقعة فيه لأنها تحمل ذكرياته، ثم رافقته الكاميرا إلى الخيمة التي سيتزوج فيها وهى قريبه من ركام منزله».
يؤكد المخرج سعود مهنا أن للفيلم أهمية تاريخية، لأنه يسجل نضال شعب، ونحن نحاول أن نوصل صوتنا للعالم أجمع في ظل غياب القانون وحقوق الإنسان، وإن ما رأيته من إصرار الشباب على الحياة هو ما دفعني أن أصور هذا الفيلم الذي هو وثيقة شاهدة على إجرام الإسرائيليين وشهادة على صمود الشعب الفلسطيني وعطائه.
الفيلم كما قال المخرج ستنتهي قريبا عمليات مونتاجه، وسيعرض عند إتمامه فيمحطات تلفزيونية..
يذكر أن المخرج سعود مهنا من أهم المخرجين الفلسطينيين الذين يسجلون ذاكرة الشعب الفلسطيني، وهو من مؤسسي الفضائية الفلسطينية ومحاضر في جامعات فلسطينية وعربية، وشارك في الكثير من المهرجانات العربية والعالمية، وحصل على جوائز عديدة عالمية وعربية لأفلامه الوثائقية والروائية، ومن أهم أفلامه التي حصلت على جوائز: فيلم «معبر الموت»وفيلم «البداية حلم» وفيلم «أطفال ولكن» وفيلم «رغم الحصار» وفيلم «عائد جنين» وفيلم «سفيرة الأسرى» وغيرها..ومن أهم المسائل التي يوليها اهتماماً كبيراً، هو مشروعه الكبير لتسجيل ذاكرة القرى والمدن الفلسطينية المدمرة الذي يعمل به منذ عام 1995 ليوثق ذاكرة القرى، وينتج فيلماً وثائقياً عن كل قرية وكل مدينة مدمرة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 281