حوار الحضارات.. هل هو مجرد كذبة كما يدّعون؟؟

«إننا في زمن حرب، فإما هم وإما نحن، الغرب لم يهاجم الإسلام، إنهم هم الذين هاجمونا.. العالم الإسلامي لا يعتذر أبدا، فيما يطلب المسلمون من الغرب الاعتذار، لماذا علينا دائما أن نطلب الصفح وهم لا يعتذرون أبدا.. تحالف الحضارات بين الغرب والعالم الإسلامي سخافة»؟

بهذه الكلمات المليئة بالحقد والاستفزاز والمغالطات التاريخية والراهنة، شن رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا أزنار هجوما لاذعا ضد المسلمين، ودافع عن البابا بنديكت السادس عشر عقب تصريحاته المسيئة إلى الإسلام والرسول الكريم، فهل هي البداية والتمهيد لما سيحاول متطرفو العالم الإمبريالي  تكريسه من صراع بين شعوب الأرض التي تسحقها العولمة المتوحشة بغض النظر عن أديانها وطوائفها وعروقها؟؟
لاشك إن هذا الكلام سيقابله على الضفة الثانية كلام أكثر حدة وتطرفاً، وقد حدث هذا فعلاً، وهو ما يبتغيه أساساً الساعون لتكريس فكرة صراع الحضارات، وقليلة تلك الأصوات التي تجنبت الغوص في هذا المستنقع القذر..
ولكن في زحمة هذا العماء الكلي، أما فكر أحد بأن ما يجري تسعيره في الشرق والغرب من أحقاد وعداوات ما هو إلا إلهاء وإبعاد للشعوب عن قضاياها وصراعها الأساسي؟
أما تبصر أحد في حقيقة جلية ظاهرها الجذاب الدعوة إلى الديمقراطية والتسامح ونبذ العنف، وباطنها الموارى هو تفتيت العالم وإغراقه بالدماء..
إن ما يعد له فرسان العولمة الجدد ويبذلون من أجله الجهد في التخطيط الماكر والترويج له عبر وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية، هو جعل الناس يتقاتلون على اللا شيء ومن أجل اللا شيء بذرائع هي في الحقيقة لا شيء!!
فمتى يصحو العالم من سباته الطويل؟؟ ..

معلومات إضافية

العدد رقم:
282