فنجان قهوة كنت أنقهر!!
لولا خوفي من أن تعتقلني الشرطة بتهمة انتهاك الحرية الشخصية لبعض الطنطات الذين كان يستفزني منظرهم وهم يتبخترون ويتسكعون في الشوارع بالـ (تي شيرتات) التي يلبسونها تباهياً بالعلم الأمريكي المطبوع على مقدمتها ومؤخرتها، لكنت شربت حليب السباع، وتغلبت على طول بالي وطلبت بالصوت العالي من طنط «التيشيرت» الأمريكي أن يخلع، أو أن يكف شره عن أذية العيون، ويتقي شر إرهابه لمشاعر الناس الذين لوعتهم نار أمريكا وسحق أحلامهم الميزان الأمريكي الثقيل.
الآن أشعر أنني كنت عجولاً، وأنني من حملة السلم بالعرض، وأنني كنت أستعجل رؤية المرج قبل أن يذوب الثلج. أما وقد زال الثلج، وكل ثلج إلى زوال بعد أن أعد العشرة:
من كان منكم بلا ذاكرة فليصعد إلى ميسلون لعله يسمع هناك أخر كلمات قالها يوسف العظمة قبل أن يستشهد.
ومن كان منكم بلا أب فليصعد إلى قاسيون ليعلم من أين اكتسب العلم السوري ألوانه...
وبعد أن أعد للعشرين سأقول لمن ما زال يحتفظ بخزانة ثيابه الصيفية بـ تي شيرت أمريكي. ليرقص به فقي الصيف القادم على أنغام مرقدة (عربي أنا) فكر قبل أن تعود إلى فعلتك وعليك أن تعد للعشرة خوف أن يظنك الغاضبون من أمريكا وصواريخها التي تهرس رؤوس الأطفال أنك سارية علم أمريكي تتجول بينهم فـ....
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 162