بتوقيع من يتساقط مهرجان دمشق السينمائي ؟؟!

من بقايا الذاكرة الثقافية لدمشق، «مهرجان دمشق السينمائي» ونقول من بقايا الذاكرة لأن الذاكرة «هرهرت» فالعين التي لا تبصر لا تتذكر، والعين نسيت «مهرجان دمشق المسرحي»، كما نسيت العرض المسرحي، كما باتت الثقافة فيها فنجان «كابوتشينو» في شيراتون، إلى جانب بنت «تفرقع» من الضحك لأخر نكتة غالباً قيلت بعد رحيل العثمانيين من دمشق وما زالت سارية المفعول..

والحفاظ على بقايا الذاكرة هو مأمول بتنا مرغمين على تقبله بعد أن صارت اليد قصيرة، والعين بصيرة، وبعد أن باتت الثقافة هواية من لا هواية له، ومهنة من لا مهنة له، وهم من الهموم الترفيهية جداً بعد أن طارد الخبز الثقافة، كما طاردتها (مريلة المدرسة)، وقسط «البوتوغاز» وجلالة البراد، وعن بقايا الذاكرة ندافع ونتساءل:
ـ برسم من سقط مهرجان دمشق السينمائي وقوطع؟!
ـ برسم من غاب عرض الافتتاح عن الافتتاح وهو ليس مجرد تقليد فهو أكثر من تقليد ذلك أن الافتتاح هو الاعتراف بقيمة الإنتاج السينمائي ونموذجه، والناس الذين أطفأت عليهم الأضواء في إيبلا الشام ولأسباب تقني ما زالوا حتى اللحظة لا يعرفون التقنية التي طردوا بها من الصالة.
ـ وبرسم من قاطعت الصحافة بما فيها المحلية المهرجان؟!
ـ وبرسم من قاطع الجمهور المهرجان حتى باتت الصالات التي تعرض تتسول مشاهداً مجانيا ًفوق مقعد مجاني؟!
ـ وبرسم من تحول المهرجان إلى مهرجان تعارف لناس يعرفون بعضهم جيداً فيتعانقون بملل، ويخرجون بملل، ويهربون بملل؟!
ـ وبرسم من أخذ المهرجان طريقه إلى الاحتضار حتى صارت قراءة الفاتحة فوق جثمانه ممكنة؟!
هل نقول بتوقيع وزارة الثقافة مثلاً؟!
ـ هل نقول بتوقيع مؤسسة السينما مثلاً؟!
ـ هل نقول برسم الجمهور الذي فرح وهلل لإخراجه من القاعة المظلمة دون عرض افتتاح، وبافتتاح بارد يبكي ولا يضحك؟!
آخر ما تبقى.. قميص الثقافة فوق جسد الثقافة في سورية يتهلهل ويتساقط من القميص إلى البنطال، إلى الفانيلا، ولم يتبق إلا ربطة العنق التي قد تتحول إلى رباط للفم.
سنقول: بتوقيع وزارة الثقافة مشينا في جنازة مهرجان كان يمكن أن يخرج من دائرة الإقليمي إلى الدولي.
ـ هكذا كان قبل عشرين عاماً

معلومات إضافية

العدد رقم:
162