إحراق الأوراق الثقافية أحداث أيلول الأسود وعلاقتها بالسينما الهوليودية 2
كنت قد كتبت في عدد قاسيون السابق عن علاقة أحداث 11 أيلول بالسينما الأمريكية، في هذا العدد سأتابع ما بدأت لكن معكوساً، فسأقدم بضع سيناريوهات تحكي عن علاقة السينما الأمريكية بالأحداث إياها.
أولى هذه السيناريوهات، يبدأ بطائرة على متنها أشخاص لم يلتقوا بعائلتهم منذ أكثر من 20 عاماً، وهم الآن في طريقهم للقاء الأول بذويهم، فجأة تختطف الطائرة من قبل مجموعة من الإرهابيين الملتحين، وبما أن كلنت إستود، وسلفستر ستالون، أو (شون كونري) لم و لن يستطيعوا إنقاذهم، فسوف تضيع أحلام العائلة بلم الشمل ويلقى الشباب حتفهم في الرحلة الأخيرة في 11 أيلول.
سيناريو آخر: مريض بالقلب يحتاج إلى قلب جديد، وبينما يطير القلب الجديد إليه في رحلة إلى نيويورك، يصطدم في قلب حركة التجارة العالمية، بينما يصفر جهاز القلب في المستشفى الذي ينتظر وصول الرحلة التي لم ولن تصل.
طيار أمريكي بعد التفجيرات، يصله أمر بالانطلاق وراء طائرة متفجرة لإسقاطها، ينطلق الجندي الأمريكي من فوره في طائرته لتنفيذ المهمة، وبينما يضع يده على الزناد ليسدد صاروخه، يأتيه خبر بطريقة ما أن أهله على متن الطائرة، ويبدأ الجندي الأمريكي بالتفكير ، وهو البطل الجديد الذي ستحاول السينما الأمريكية تصنيعه، ويعيش في حالة صراع داخلي ...لكن لا فالطائرة المتفجرة سوف تقتل الكثيرين من الناس الأبرياء- حسب السيناريو المفترض- ويتغلب الجندي الأمريكي على مشاعره ويقذف صاروخه.
والمخرج المحتمل لكل للسيناريوهات السابقة فهو المخرج اليهودي بلا منازع سبيلبرغ، وبالطبع معظم هذه السيناريوهات، ستفوز بجوائز أوسكار.
أما ليوناردو ديكابريو وكيت ونسليت فسينالان الحصة الأكبر من التمثيل في الأفلام القادمة، فسيمثلان تايتانك لكن بشكل طائر هذه المرة، وسيفشل المنقبون
في أشلاء الطائرات في أن يعثروا على أي شيء يربط الفيلم بالذاكرة كما في الجزء الأول تايتنك البحري، وذلك لاحتراق أجزاء الطائرات بالكامل. كما أنني أتوقع أن نشهد أفلاماً من نوع إعدام جيمس بوند لفشله بمهمته السرية، وإعدام أبطال مسلسل (المهمة المستحيلة) كامليين لنفس السبب، لكنهم سيبقون على المخرج والمونتير لكي يظهر الفيلم، بينما سيجد المخرج أوليفر ستون مادة دسمة لمادة فيلمية عن نظرية المؤامرة ويربطها بأحداث الثلاثاء الأسود، ويتابع مجموعة المخرجين الذين عملوا على موضوعة حرب فيتنام عملهم ولن يتوقفوا عن إنتاج أفلامهم، لكنهم سيستبدلون الأعداء الفيتناميين هذه المرة بأعداء أفغان وليس عراقيين، وسيخرج الجندي الأمريكي بمليون عقدة نفسية وصحية من هذه الحرب على الرغم من أن هذا الجندي لم يواجه أفغانياً بحياته، لكنه بالرغم من ذلك سيصاب بالعديد من العقد النفسية، ولا أعتقد أن أحداً من المخرجين سيقترب من الرئيس الأمريكي في أفلامه بعد الآن بعد أن اختبأ هذا الأخير مراراً وتكراراً كل ما سمع بأن هناك طائرة في الجو، وأصبح معه مرض، هو فوبيا الطيارات وهو ليس فوبيا الطيارات التي نعرفها على الرقبة، ولا حتى فوبيا ركوب الطيارات، بل هو فوبيا من نوع خاص عبر عنه رسام أميركي بطائرة لها لحية لا يتجاوز طولها القبضة أو القبضتين.
عندما بدأت التفجيرات تتالى على الشاشات سمعنا الكثير من الناس يقولون: (مين العرب عملوها ؟..هه نحنا .. من وين لوين في عنا حدا يفكر هيك) ولكن على ما يبدو حسب المعادلة الأمريكية لدينا الكثير من الأشخاص الذين يفكرون بهذا الشكل وبما أن العقلية الأمريكية أثبتت ضمورها عن إنتاج سيناريوها كذلك الذي كتبه بن لادن فأنا سأقدم دعوة لأي من الشركات الأمريكية التي تريد سيناريوهات من هذا النوع ليس عليها إلاّ الاتصال بي، أنا كاتب هذه الزاوية وسأزودها بعشرات السيناريوهات السينمائية، وبسعر الجملة، بشرط أنني لا أستطيع زيادة جرعة اللا واقعية الموجودة في السينما الأمريكية لأكثر من 30%، كوني من محبي الواقعية السحرية، أما الفيلم الذي يحتوي فيه إحراق علم أميركي وإن لم يكن موظفاً فسأعمل عليه تنزيلات (Discount) ويهبط سعره إلى النصف، أما إذا كان في السيناريو المطلوب صورة للرئيس الأمريكي وأذنيه وزوجته تصفعه وتوبخه لأنه اختبأ وتركها، فعندها لن أتقاضى فلساً واحداً عن هذا السيناريو، أما إذا كان سبب غياب الرئيس الأمريكي عن المنزل هو أمر مشابه لما حدث مع لوينسكي كلينتون، عندها.. سأقدم مع السيناريو، سيناريو آخر وثلاثة سيناريوهات لأفلام قصيرة وكلها مجاناً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 162