«مرسوم عائلي»: كوميديا القانون البالي

انتهت عمليات تصوير السيت كوم «مرسوم عائلي» في وقت بات فيه هذا النوع مطلوباً بكثرة لدى شركات الإنتاج السورية نظراً لقلة تكاليفه الإنتاجيّة، بما يشير إلى دخول حركة الدراما السورية في مرحلة تقشف.

العمل الذي كتبه محمود الجعفوري وأخرجه ماهر صليبي، يرصد حياة أسرة متوسطة الحال مكونة من أب وأم وأربعة أبناء، وعمة عانس، وخال غارق في المشكلات، ما ينعكس على يوميات هذه الأسرة.
الأب مسعود الحفيانة (أيمن زيدان) حقوقي لم يزاول مهنة المحاماة إنما يعمل موظفأً في فرع بلدية البادية وهو أب طيب وحنون. أما الأم لمى الخريوش (سلمى المصري) فتحاول الوقوف إلى جانب زوجها في صراعاته الدائمة وسعيه لتحسين وضعه المعيشي، لكنها من جهة أخرى تقع ضحية نكد سلفتها العانس ميساء (شكران مرتجى)، ورغم استمرار الشجار بينهما يستمر جريان الحياة بشكله الطبيعي، فتصير هذه المشاجرات ملحاً للحياة. الهم الأول بالنسبة لميساء هو أن تجد عريساً، أياً كان وكيفما كان، لذا فكل ضيف يزور البيت هو مشروع عريس. كما نتعرّف على الخال مجيد (نضال سيجري) الذي جاء من ضيعته قبل سبع سنين من أجل معاملة توظيف، لكنه يغرق في المدينة وينخرط في حياة العائلة ومشكلاتها، ذلك أنه لم يحصل على الوظيفة الموعودة: شخص فاشل، مخرّب، ضرة لأخت الزوج، يحاول على الدوام تقديم الخدمات للأسرة لكنه يورطهم في مشاكل لا تحصى، تكون في غالبيتها أحداث الحلقات الثلاثين.. هو باختصار «محرّك الشرّ في المكان» كما يصفه سيجري.

أبناء مسعود الحفيانة شخصيات تتأثر بالأحداث ولا تصنعها، الابنتان رلا (لمى الحكيم) ولينا (فداء كبرا) شخصيتان متناقضتان كلياً، فبينما تستحوذ على رلا اهتمامات شبابية تتعلّق بالبيئة والنشاط الاجتماعي والإنساني، تبدو لينا فتاة عادية لا تعمل شيئاً سوى أعمال البيت التي تفرّغت لها. أما الابنان حسن (أحمد علي) وعلاء (شيروان حاجي) فهما توءم غير حقيقي، أحدهما طويل جداً والآخر قصير جداً، متخرجان من معهد متوسط ويهتمان بالرياضة. بالإضافة إلى الشخصيات الرئيسية هناك ضيف في كل حلقة من الحلقات، كما يُفترض عادة في السيت كوم، ومن الضيوف: محمد حداقي، فادي صبيح، أحمد الزين، سوسن أبو عفار، جرجس جبارة..

يقرر مسعود الاستقالة من وظيفته ويفتح مكتباً للمحاماة في غرفة من غرف المنزل. هكذا سيجمع المسلسل، في كل حلقة من حلقاته، بين الأحداث التي تولدها علاقات الأفراد فيما بينهم وبين فقرة قديمة وبالية في القانون السوري تحتاج إلى تعديل أو تغيير، خصوصاً أنّ في هذا القانون الكثير من المواد التي عفا عليها الزمن، ولم تعد صالحة لتنظيم الحياة في البلد، منها ما يمتد إلى زمن الاحتلال التركي، مما يجعل القانون مضحكاً أمام الواقع الراهن، فعلى سبيل المثال هناك فقرة تقول إن من يستحم على مرأى الناس عقوبته غرامة قدرها مئتا ليرة سورية. من جهته يراهن المخرج ماهر صليبي الذي يخوض تجربته الإخراجية الأولى في العمل التلفزيوني على أهمية موضوع المسلسل الذي سيلفت اهتمام المسؤولين والناس للوقوف عند مواطن الخلل التي باتت فادحة في القانون، لكنه من جهة أخرى يراهن على السيت كوم كتحدٍّ صعب يستحق أن يخاض، لأن «هذا النوع الذي يبدو سهلاً من الخارج هو شديد الصعوبة من الداخل، فالمكان الواحد سيصبح مكشوفاً مع المشاهدة، كما أنّ التعويل الأكبر سيكون على الممثل»، لذا فهو يحاول الاستفادة من تجربته في الإخراج المسرحي في العمل بمنطق الارتجال «دائماً هناك تعديل في الحوارات بما يتناسب مع الممثل والمكان»، ومع ذلك تراه لا يطلب أكثر من «كوميديا خفيفة وناعمة، لا تعتمد المبالغة ولا الكركتر، كوميديا موقف وحسب».

معلومات إضافية

العدد رقم:
408