رائد وحش رائد وحش

ربما ..! عندما تكتب الفئران

«كثيراً ما يُعَدُّ عمل الناقد من أسهل الأشياء فليست به مخاطرة. لا نخاطر بشيء ونستمتع بالتحكيم!! وكثيراً ما ننجذب للنقد السلبي، ما أمتع النقد السلبي لمن يكتبه ولمن يقرؤه!! لكن الحقيقة المرة التي يجب أن نواجهها أنه، وبكل المقاييس أحياناً، أتفه الأشياء التي ينتجها الآخرون قد تزيد أهمية عن كل ما نقول. لكن المخاطرة الوحيدة التي يتعرض لها الناقد هي عندما يتحمّس ويدافع عن الجديد، فالعالم لا يرّحب بالمواهب الجديدة أو التغيير، والجديد يحتاج إلى صديق. بالأمس اختبرت شيئاً جديداً: وجبة لا مثيل لها من مصدر لا يتوّقعه أحد، ولنقل إن الوجبة والطاهي أثبتا أن فكرتي المسبقة عن جودة الطهو بالغة التواضع، لقد هزّ كياني بشدّة. في الماضي لم أخف رفضي لعبارة الشيف «غوستو» المشهورة «الطبخ للجميع»، ولكن لم أكن أدرك ما كان يعنيه سوى الآن، وبالرغم من اني ما زلت أرى أنه لا يستطيع أي شخص كان أن يصبح فناناً عظيماً، لكن الفنان العظيم قد يأتي من حيث لا نتوّقع. لا يمكن أن تتصوّرا مدى تواضع نشأة العبقري الذي يطهو الآن في مطعم «غوستو» والذي يُعَدُّ برأيي، وبكل صدق، أفضل شيف في فرنسا، وسوف أعود إلى مطعمه قريباً جائعاً إلى المزيد»..

هذه الكلمات عبارة عن مقال كتبه الناقد أنطوان أيغو في فيلم التحريك «Ratatouille» الذي ظهر في النسخة عربية مدبلجاً باللهجة المصرية حملت عنوان: «خلطبيطة بالصلصة». يروي الفيلم مأثرة الفأر الطموح ريمي الذي يريد أن يتحوّل إلى طباخ، متحدياً قوانين الطبيعة، انطلاقاً من إيمانه بالشعار رفعه الطباخ الشهير غوستو.. وفعلاً ينجح ذلك الفأر (بكل ما تعنيه كلمة فأر من تصغير وتحقير) في تحقيق ما يصبو إليه نجاحاً يرغم الناقد العنيد إيغو على كتابة المقال الوارد قبل قليل.
لنتأمل ما يقوله المقال ونقرن ذلك بواقع الكتابة والفن الجديدين: ألا يبدو عزوف النقاد عن تناول هذا الجديد نوعاً من عدم القدرة على تذوق ما تكتبه «الفئران» المتمردة على ما ظنناه دوماً قوانين الطبيعة والكتابة... والحياة؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
431