ماذا تقول يا صاحبي؟... أن تشعل شمعة
■ أتعرف أن عادة القراءة عاودتني من جديد بعد سنوات مرت، قلما كنت خلالها أمد يدي نحو كتاب أو كراس؟
●● وما آخر ما قرأته أيها العائد إلى عالم الثقافة والمعرفة؟
■ قرأت كتاباً لوزير خارجية السودان د. مصطفى عثمان بعنوان «النظام العالمي الجديد. قوة القانون أم قانون القوة».
●● ومن الصحف ماذا تقرأ؟
■ اقرأ بعض الصحف العربية وكذلك بعض الصحف المحلية.. ولعلمك أقرأ الكثير مما يكتب في جريدة «قاسيون».. ولست أجامل إذا ما قلت إن أغلب ما أقرؤه قريب جداً مما أفكر فيه أو به.. لكنني في المحصلة أراه كلاماً يطلق في الهواء فأنتم ـ أرجو المعذرة ـ تنفخون في قربة مثقوبة.. إلى من توجهون كلامكم.. مطالبكم.. ومن تخاطبون؟ الحكومة أم السلطة.. وكما يقال وآذانها واحدة من طين والثانية من عجين.. أم الشعب وهو مهمش ومغلوب على أمره..و على حد قول شاعر يخاطب حاكمه:
هاهم كما تهوى فحركهم دمى
لايفتحون بغير ما ترضى فما
إنا لنعلم أنهم قـد جمعوا
ليصفقوا إن شئت أن تتكلما
●● على رسلك يا صاحبي.. وحتى إذا ما سلمت بكلامك هذا بمعناه العام بشكل من الأشكال.. فإنني بدوري أسألك ودون انفعال أو إثارة: من تعني بقولك «إنا لنعلم».. هذه العبارة التي وردت في شاهدك الشعري؟!!
■ أعني الناس الواعين.. الناس الذين يعرفون الواقع ومجرياته.. البير وغطاءه وما فيه!!
●● وأنا لن أجاملك وسأجابهك بصريح العبارة: إنك أبعد الناس عن تحسس الواقع وفهمه أي وعيه كما تزعم!!
■ كلامك هذا غير صحيح.. فأنا أتحسس الواقع وأعيشه وأعرف أنه تعيس وضعيف وأنه يجب الاهتمام بالمواطنين ، ورفع مستوى معيشة الناس، وربط الأجور بالأسعار.. ومحاربة الفساد والفاسدين والمفسدين والنهب والناهبين، ورفع الأحكام العرفية.. وإطلاق الحريات الديمقراطية.. ولكن من يحقق هذه الأمور.. هذه المطالب المشروعة العادلة؟!
●● هنا مربط الفرس.. الذين يحققونها هم من نتوجه إليهم أولاً وأخيراً إنهم الناس .. الشعب، فالكلمة الصادقة هي شمعة تضيء جو العتمة والظلام... كما أن الكلمة الجائرة هي نفثة تسعى لتطفئ الشمعة الساطعة.. وإذا ما اتسعت دائرة الضوء بآلاف آلاف الشموع المضيئة طلع النهار وانجلى الظلام.. وهذا يأتي من الفكرة التي تتحول إلى واقع مادي حي عندنا تتغلغل في عقول الناس وصدورهم ونفوسهم... وتغدو قوة تشد سواعدهم وتشحن خطواتهم في درب العمل والبناء.. إنها إرادة الحياة.. ويبقى صحيحاً قول أبي القاسم الشابي:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
فماذا تقول يا صاحبي؟!
■ محمد علي طه
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.