ملوحيات... النساء شقائق الرجال
أعرابي ينصف المرأة
ويدافع عن شقيقته:
قال الأصمعي:
كان عقيل بن علّفة المري رجلاً غيوراً، وكان يصهر إليه الخلفاء، وإذا خرج يمتار خرج بابنته الجرباء معه. قال: فنزلوا ديراً من ديرة الشام يقال له دير سعد، فلما ارتحلوا قال عقيل:
قضت وطراً من دير سعد وطالما
على عرض ناطَحْنُه بالجماجم (1)
ثم قال لابنه:
يا عَمَلّس أجز فقال:
فأصبحن بالموماة ويحملن فتية
نشاوى من الإدلاج ميل العمائم (2)
ثم قال لابنته:
يا جرباء أجيزي، فقالت:
كأن الكرى أسقاهمُ من صرخدٍ
عقاراً تمشى في المطا والقوائم (3)
قال: وما يدريك أنت ما نعت الخمر، فأخذ السيف وهوى نحوها، فاستعانت بأخيها عملّس، فحال بينه وبينها، قال:
فأراد أن يضربه، قال:
فرماه عملّس بسهم فاختل (أصاب) فخذيه فبرك، ومضوا وتركوه حتى إذا بلغوا أدنى ماء للأعراب، قالوا لهم:
إنا أسقطنا جزوراً فأدركوها، وخذوا معكم الماء ففعلوا، فإذا عقيل بارك وهو يقول:
إن بنّي زمّلوني بالدم
شنشنة أعرفها من أخزم
من يلق أبطال الرجال يكلم
الشنشنة:
الطبيعة وأخزم فحل معروف وهذا مثل للعرب.
وقال عَمَلّس ينصف أخته ويلوم أباه:
أيُعذر لاهينا ويلحَبْن في الصبا
وماهن والفتيان إلا شقائق (4)
وأضيف الى ذلك ماقاله الشاعر السوري بدوي الجبل في المرأة:
قد استرد السبايا كُل ذي شرف
لم يبق في ذلها إلاّ سبايانا
وما رأيت سياط الظلم دامية
إلاّ وجدت عليها لحم أسرانا
■ هوامش:
(1) المعنى: قضت النوق حاجتها من دير سعد، وطالما نطحت بجماجمها الصخور.
(2) المعنى: وبلغت النوق الصحراء وهي تحمل ركباناً أسكرهم سير الليل أمال أعناقهم وعمائمهم.
(3) المعنى: كأن النوم سقاهم خمراً من (صرخد) تمشت بين ظهرهم وأرجلهم.
(4) المعنى: لماذا يباح لنا ـ نحن الرجال ـ أن نطرب ونلهو ولا يباح للفتيات اللهو والطرب مع أنهن أخواتنا ـ وهذا موضوع الزاوية ـ
■■عبد المعين الملوحي
«شيوعي مزمن»