هل يكون مصير (المارقون) أفضل من مصير «الحور العين»؟
بدأ المخرج السوري نجدت أنزور تصوير مسلسله الرمضاني الجديد «المارقون»، ليتابع عبره معالجة موضوع الإرهاب التي كان بدأها في «الحور العين»، المسلسل لقي لدى عرضه في رمضان الفائت فشلاً ذريعاً، إذ كان واضحاً أن أنزور قد استسهل العمل معوّلاً على قوة الموضوع، مستثمراً انشداد المتفرجين إلى هذا النوع من الأعمال.
و«المارقون» عمل من ثلاثين حلقة، وهو عبارة عن ثلاثيات تتصل في الموضوع، وتنفصل كلياً في الرواية والممثلين والمؤلف، فالعمل كتبه عشرة كتاب من بلدان عربية مختلفة جرت فيها أعمال إرهابية، ولذلك فإن التصوير سيجري في دول عديدة وبمشاركة ممثلين من تلك البلدان، فمن مصر كتب وحيد حامد عن تفجيرات شرم الشيخ، ومن المغرب عبد الكريم برشيد، ومن لبنان كلوديا مرشيليان، ومن سورية هالة دياب (مقيمة في لندن) وحسن م. يوسف، ومن فلسطين عبد المجيد حيدر وإيمان سعيد (يقيمان في دمشق).
ومن حكايات المسلسل البارزة تلك التي كتبها حسن م. يوسف بعنوان: «بين جبهتين»، يحكي فيها قصة شاب قاده فشله العاطفي إلى الجوامع، ليذهب بعدها إلى أفغانستان، ما يدفع شقيق والده الصحافي (يؤديه فايز قزق) إلى اللحاق به والبحث عنه، فيقتل هناك بعد التصويب عليه من جبهتين في وقت واحد: الأمريكيون والمتشددون الأصوليون.
شخصية الصحافي تتكرر أيضاً في ثلاثية حادثة اختفاء التي كتبتها إيمان سعيد. والرواية تتحدث عن صحافي يبحث في سير المفقودين في العراق، ليطلع خلال بحثه على قصصهم. وغالبا ما تعكس كل رواية من الروايات سيرة المتحدث نفسه. وتتكرر القصص إلى أن يكشف مصير المفقودين.
في ثلاثية «سرب الأوهام»، التي تلعب أمل عرفة دور البطولة فيه، يجري تناول حادثتين، واحدة تتعلق بتخطيط إرهابيين لتفجير حافلة، لكنها تنفجر بهم أثناء التحضير، والثانية تتمحور حول التخطيط لتفجير إرهابي في أحد قصور العدل.
وتروي ثلاثية «الجدار»، التي يلعب أدوار البطولة فيها منى واصف وجلال شموط وقيس الشيخ نجيب وعبير شمس الدين، وقد كتبها عبد المجيد حيدر، قصة أحد المقاتلين العرب في العراق، وصدمته حين يُطلب منه تفجير أحد الجوامع، وحين تشعر قيادته بخطره، بسبب تفكيره الاعتراضي على سلوكهم. يأمرونه بتفجير نفسه، الأمر الذي يدفعه إلى العودة إلى دمشق، فيتخلى عنه أصدقاؤه باعتباره مشبوهاً، ما يقوده إلى العزلة، لكنه بعد تفجيرات عمّان يفشي بأسماء أصدقائه للجهات الأمنية.
وإلى أن يأخذ «المارقون»، الذي جرى تصويره بعيداً عن أعين الإعلام، طريقه إلى العرض على الفضائيات العربية، تبقى الأسئلة مفتوحة حول إمكانية المخرج السوري لفت الأنظار إليه مجدداً بأعمال مميزة، بعد غرق طويل بأعمال لم تصل إلى جماهيرية أعماله الأولى، وإن كان المخرج سيقدم صورة أعمق مما تقدمه نشرات أخبار الفضائيات..