ملوحيات: جان زجلر... يتحدث إلى العرب

أصدر مركز الوطن العربي للأبحاث والنشر كتاباً ألفه البحاثة التونسي الأستاذ رياض الصيداوي وعنوانه (جان  زجلر يتحدث إلى العرب)، عرف الأستاذ الصيداوي (زجلر) وصاحبه وهو سويسري زار الأقطار العربية ويشغل منصب نائب رئيس الأممية الاشتراكية وعضو مكتبها السياسي، وعينته الأمم المتحدة مقرراً لها في لجنة (الغذاء).

أجرى المؤلف أربعة حوارات مع (زجلر) ونشرها في كتابه، وهذه الحوارات تنطلق من نظرة تقدمية اشتراكية إنسانية، تدل على إنسان حر أدرك مشكلات العالم على العموم ومشكلات الوطن العربي على الخصوص، وأبدى رؤية فيها وحاول وضع حلول لها.

 بدأ المؤلف أولاً حديثه كيف تعرف على (جان زجلر) ثم أورد أسماء بعض كتبه ومنها:

1. الثورة المضادة في أفريقيا.

2. السلطة الأفريقية.

3. يدٌ واطئة على أفريقيا.

4. المتمردون ضد نظام العالم

5. انتصار المنهزمين: القمع والمقاومة الثقافية.

6. المافيات الجديدة ضد الديمقراطية.

7. الجوع في العالم كما فسرته لولدي.

8. أسياد العالم الجدد.

هذه القائمة المختصرة لكتبه تدل على سعة أفقه واتجاهه الفكري.

من هو جان زجلر؟

ولد جان زجلر في عائلة ميسورة في 15 نيسان (إبريل) 1938 في مقاطعة برن بسويسرا، فأبوه كان رئيس محكمة، أما والدته فكانت من أسرة فلاحين.

عندما بلغ الخامسة عشرة من عمره غادر بيت والديه، وعندما حصل على الثانوية العامة غادر سويسرا نحو باريس ليدرس علم الاجتماع. يعتبر أشهر مفكر في سويسرا بل يعد من المفكرين الأوائل في أوروبا والعالم.

بعض أفكار زجلر:

وقد نقلها الأستاذ الصيداوي في حواراته معه ونشرها في كتابه عنه:

1. يرفض زجلر غزو العراق عسكرياً.

2. يتهم أمريكا بالانفراد في العالم.

3. يندد بموقف الاتحاد الأوروبي من قضية فلسطين ويعتبره موقفاً «جبانا».

4. يتهم المثقفين الأمريكان بالعمل لصالح الهيمنة الأمريكية، وتسخير العلم لأهداف غير إنسانية.

كلمات قالها زجلر:

1. دعونا زوجة السيد مروان البرغوثي لزيارة جنيف ولكن السلطات الإسرائيلية منعت سفرها.

2. قال لي محاميه (محامي مروان البرغوثي) إنه معتقل في زنزانة ضيقة جداً، طولها متر ونصف وعرضها متر واحد، فهو لا يستطيع حتى الاستلقاء، كما تم تعذيبه جسدياً ومعنوياً، وركز الإسرائيليون على منعه من النوم..

3. سويسرا تواصل تعاونها العسكري مع إسرائيل..

4. الحزب الاشتراكي الفرنسي يراهن على الناخب اليهودي الفرنسي، ولكنه بذلك خان كل مبادئ الاشتراكية وتخلى عن مصلحة فرنسا.

5. موقف الحزب الاشتراكي السويسري واضح، لقد طالبنا البرلمان الفدرالي بقطع كل علاقة تعاون عسكري مع إسرائيل..

6. استغل جورج بوش الحدث المأساوي (حادث 11 أيلول) ليرسخ شرعية كان يبحث عنها داخلياً في أمريكا، وعالمياً على المستوى الدولي، وأطلق نظريته أو شعاره البسيط في تعريف مفهوم الإرهاب وقال: «من معي فهو جيد، ومن هو ضدي فهو إرهابي». بوش يستغل المأساة من أجل المصالح العسكرية والاقتصادية الأمريكية.

7. حزب الله حزب سياسي، وليس تنظيماً إرهابياً، كما تدّعي الدوائر الصهيونية.

8. ماقاله جوسبان (رئيس الحكومة الفرنسية) حين اتهم حزب الله بالإرهاب، اعتبر فضيحة لكل الأحزاب الاشتراكية في العالم.

9. حزب الله يقاوم احتلالاً قائماً على وطنه. فهي حرب تحرير وطنية ومشروعة في كافة الأعراف الدولية.

10. لابد من تصالح الجزائريين حتى تعود بلادهم كما كانت رائدة التحرر الوطني، إن إنقاذ الجزائر مسألة ملحة لاتحتمل التأجيل.

11. الأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي خدمت وتخدم مصالح الغرب.

12. أعتقد أن الإسلام دين تسامح وأخوة ومحبة، فعندما كانت هناك إمبراطوريات عربية وإسلامية كان المسلمون واليهود والمسيحيون يعيشون حقاً في ظل السلم والوئام.

13. الانتفاضة الفلسطينية أظهرت أن الأمة العربية تحتوي على طاقات تغيير هائلة.

14. الحصار ضد ليبيا والعراق قرصنة أمريكية.

15. القوى العظمى تمارس هيمنة مطلقة على الضعفاء و الفقراء في العالم، والمبرر الوحيد عندها هو قوتها العسكرية.

16. سعى الغرب دائماً إلى تقسيم العالم العربي وتمزيقه.

17. ماركس لم يقل أبداً إن الاشتراكية تتحقق بقوة السلاح، وحينما يحمل الماركسيون السلاح فذلك اضطراراً وليس اختياراً، لأن خصمهم يجبرهم على حمله فهم مهددون في حياتهم.

وعندما حمل لينين ورفاقه السلاح فذلك لأنهم كانوا مضطرين (*) فالاشتراكية ـ بصفة عامة ـ مجموعة مثل وقيم يمكن تحقيقها بطرق متعددة.

ويترجم الأستاذ الصيداوي بعد إيراد الحوارات التي أجراها مع (زجلر) المفكر الاشتراكي الثوري بعض مقالاته التي يؤكد محتواها التقدمي الحر ما ورد في حوارات.

ذلك هو جان زجلر، وهذا هو محاوره التونسي الراقي الصيداوي الذي نقل  إلينا في صدق وأمانة موقف مفكر حر من أحرار العالم، وهم كثيرون بل يزدادون كثرة رغم عربدة المستعمرين والرجعيين.

(*):عندما قام الاتحاد السوفييتي هاجمته (11) دولة رأسمالية لتسقط نظامه. (الملوحي)

 

■ عبد المعين الملوحي