الشاعرة فردوس النجار: من لا يحب الوطن لا يعرف أن يحب
استحقت الشاعرة فردوس النجار جائزة «قاسيون» للأغنية الوطنية بجدارة، وقد قام الموسيقي د. غزوان زركلي بتلحين القصيدة وسيصار إلى إطلاقها ضمن مشروع ترعاه «قاسيون»..
فردوس النجار من مواليد مدينة سلمية، وهي تكتب بالفصحى والعامية. صدرت لها مجموعة بعنوان «هيدي أنا»، وقريباً تُصدر «شفتك مطر».. هنا حوار معها..
• متى تكتبين بالعامية ومتى تكتبين بالفصحى... وما الفرق؟
أكتب بالعامية في أي وقت سواء في الطريق أو في التاكسي.. أثناء قيامي بأعمالي المنزلية أدع كل شيء من يدي وأكتب الفكرة لأنها إن ذهبت لن تعود. أما الفصحى فأغلب حالات الكتابة تأتيني في موقف وطني ما. أبدأ الكتابة تلقائياً ولا أعلم لمَ أشعر أن اللغة الفصحى هي فقط للوطنيات.
• هل تختلف حالة تلقي للنص بين أن يكون مكتوباً بالفصحى أو العامية؟
بصراحة أجد نفسي في العامية أكثر، لأني أكتب فيها بطلاقة وحرية، ولا أبحث كثيراً عن المفردة، تأتي الكلمة بتلقائية متناهية، وفي كثير من الأحيان تأتي الكلمة المناسبة في المكان المناسب.
• ما الذي قادك إلى الزجل ومن كان المؤثر الأول؟
ربما كان الزجل اللبناني هو الذي جعلني أغرم بهذا النوع من الكتابة، ثم إني أساساً ابنة قرية، وجو الريف ترك أثره في داخلي دون أن أشعر.. كنت في صغري أتابع برنامجاً إذاعياً اسمه «كرم وعناقيد» لعيسى أيوب، كنت أستمع إليه بشغف كبير وكأني امرأة ناضجة لها قصصها، وحتى عندما كبرت كنت أشتري أشرطة مسجلة لهذا البرنامج لأسمعها.
وانتسبت إلي جمعية الزجل بجهودي الخاصة ولم يدعمني أحد، وخلال سنة من انتسابي نشرت كتابي «هيدي أنا». والحقيقة أن هناك من يحاول القضاء على جمعية الزجل بحجة أنها تسيء للغة العربي.
• تغلب السّياسة على قصيدتك رغم أن معظم الشاعرات يعطين أهمية أكبر للغزل...
أنا أعتبر نفسي عاطفية جداً، إنما الأمور السياسية والوطنية تعنيني جداً، قبل الغزل وقبل الطعام والشراب حتى، ومن لا يحب الوطن لا يعرف أن يحب، وربما تأثرت بأخي ظافر الذي يكتب الشعر منذ الصغر ويكبرني بسبع سنوات، كنت اقرأ ما يكتب وأقرأ الكتب التي يقتنيها، وخصوصاً الكتب المحرمة، وربما بسبب ذلك وعيت على القضايا الكبرى منذ الصغر، ففي الصف السادس كنت قد قرأت سبعة كتب لنجيب محفوظ.
أنا ابنة السلمية والجو العام هناك مفعم بالسياسة، أول مرة كتبت فيها كان عمري 14 سنة.
• هل من الضروري برأيك أن تتحول القصيدة العامية إلى أغنية؟
نعم، ويجب أن يكون الشاعر قادراً على كتابة القصيدة العامية المحكية حتى يستطيع أن يكتب الأغنية.
• ما رأيك بمسابقة «قاسيون» للأغنية الوطنية، وكون غزوان زركلي سيلحن قصيدتك؟
هذه المسابقة تعني لي الكثير، والجميل أني قدمت ثلاثة نصوص والثلاثة فازت، واشتراكي كان عن طريق المصادفة، وأنا سعيدة جداً كون الملحن غزوان زركرلي لحن لي الأغنية، أعتبرها خطوة مهمة جداً في حياتي.