ربما ..! بندقية
في اليد بندقية قديمة بلا طلقة وما من طرائد أمام البصر
في هذا الليل البهيميّ
البندقية للرجال فالبنادق رجالٌ أرواحهم رصاص!!
***
فلتتسلَ بالنفخ في سبطانتها كما الناي، لتصدّق أنّ صفيراً بطعم البارود الصدئ هو أقصى ما في مستطاعها، فتصلَ إلى تلك النتيجة الخرقاء: إنّ بارودةً لا تصلح لإطلاق النار لا تصلح للعزف أيضاً.
هذه البندقية التي بالكاد تستطيع حملها كانت في يوم لصيّاد قضى في معركة شرف مع العدو، والصيّاد إياه وَرِثها عن جدٍّ عظيمٍ أردى بها في ثورة شعبيّةٍ كبير باشاوات الإقطاع.. وإذا هي صارت تهمس بفم منخور الأسنان كما يخطر لك الآن تذّكر فقط أن زماناً طويلاً مرّ وحديثها نار والصدى دماءٌ.
سوف تضحك من البندقيين الذين حملوها على الأكتاف للصيد حيناً، وللمعارك أحياناً كثيرةً، لكنك لا تعي أنهم سكنوا صور الأبيض والأسود على الحيطان شماتةً بالحفيد الرعديد!! أولئك الأجداد الذين تصوروا فخورين برجولاتهم مع صلبان أحزمة الفشك هم من جعلوك تقف على هذه الأرض وتتنفس هذا الهواء.. ولكي تتأكّد ارفع البندقية الخالية المهترئة وسترى وتسمعُ إحدى وعشرين رصاصة ستنطلق كرمى ذكراهم.. كرمى تلك الأرواح الطليقة التي تحدت الترك والأوروبيين بهذه الخردة التي تحتقرُ الآن.. ففي زمن الصواريخ والقنابل الذكية سترى كم أصبحت البطولة غبيةً ودميمة!!
***
تذّكر أنّ كل بندقية أحالتها البنادق الآلية والرشاشات إلى التقاعد هي جزء من الشرف الذي أحيل على المعاش..
***
السّرّ في هذه التّركة
دعوةٌ لرصاصة في رأسكَ..