«طريقة الاستقلالية»: أحاديث عن تأهيل المكفوفين

تعمل برامج التعرف والتنقل على تزويد الشخص المكفوف، بشكل عام، بالمعارف والمهارات التي تمكنه من التحرك والتنقل في بيئته ومجتمعه بشكل مستقل، أو بأقل درجة من الاعتماد على الآخرين، كما تعمل على تنمية مهارات استخدام الحواس كالبصر (البقايا البصرية)، والشم واللمس، والسمع.

وقد أطلق الكاتب على هذا الدليل لقب «طريق الاستقلالية» لأن مهارات التعرف والتنقل تزيد من استقلالية الشخص المكفوف كلما اكتسبها وأتقنها، وبالتالي تحسن من نوعية حياته، وتقلل اعتماده على الآخرين، وبالتالي تعزز من كرامته.
تفيد الدراسات أنه لا يتسنى للغالبية العظمى من المكفوفين في مجتمعاتنا العربية والنامية، تلقي خدمات أو برامج التعرف والتنقل، وهي إذا كانت موجودة، تقدم في المدارس التي لا يلتحق بها إلا الأطفال وبعض الشباب الذين يشكلون نسبة ضئيلة من المكفوفين في المجتمع، وهذا يعني أن السواد الأعظم من المكفوفين ولاسيما الأكبر سناً، يبقى محروماً من هذه الخدمات الأساسية.

هذا الدليل الإرشادي موجه إلى العاملين الصحيين والاجتماعيين، وذوي الأشخاص المكفوفين، وجمعياتهم والمتطوعين، ويدعو الدكتور غسان شحرور فيه إلى إدراج التعرف والتنقل في برامج وخدمات التعليم العالي لتأهيل المدربين والمختصين، وكذلك إدراجها في مناهج مدارس ومعاهد تأهيل المكفوفين، بالإضافة إلى تشجيع الأهالي من ذوي المكفوفين والمتطوعين، على تشكيل الجمعيات المتخصصة بتأهيل ودمج المكفوفين.
يسلط الكاتب غسان شحرور الضوء على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي يصفها بأنها تشكل نقلة نوعية في ميادين القانون الدولي الإنساني، ويقدم تعاريف وأساسيات عن الإعاقة البصرية (العمى أو كف البصر)، ضعف البصر، وأسباب الإعاقة البصرية عند الأطفال، وكبار السن.
كل هذه المعلومات قدمها على شكل أحاديث جرت بينه وبين صديقه المكفوف من جهة، ومع الموجه في معهد المكفوفين من جهة أخرى، كما استعان بعشرات الرسوم التوضيحية لإيصال رسائله بنجاح عن التعرف والتنقل وتأهيل الأشخاص المكفوفين.