الدراما السورية.. والموسم الرمضاني

اعتدنا أن تزدحم شاشات التلفزة العربية عموماً‘ والقنوات السورية الثلاث خصوصاً خلال شهر رمضان  بعدد كبير من المسلسلات المحلية، وهذه المسلسلات التي تشمل الكوميدي والتاريخي والاجتماعي والديني، متفاوتة القبول لدى المشاهدين ، ومع ذلك فهي تحضر بقدها وقديدها في كل البيوت وعلى كل الموائد، بغض النظر عن مستواها الفني وقيمتها الرمزية والأخلاقية.

وما يلفت الانتباه هذا العام، أو بالأحرى، هذا الموسم، هو الانخفاض الكبير في المستوى العام لهذه المسلسلات التي يبدو أنها راحت تستسهل العمل، وأخذت بتغليب الأغراض التجارية على الشروط الفنية، مستغلة حجم الطلب الكبير في السوق الفنية، والرغبة الكبيرة لدى الجمهور العربي بمتابعة الدراما السورية، خصوصاً خلال شهر رمضان، وهذا ما سيكون له انعكاسات سلبية كثيرة في المستقبل القريب، إن أخذ هذا التراجع يطبع الأعمال الفنية السورية بطابعه.

لقد استطاعت الأعمال الدرامية السورية أن تحتل مركز الصدارة في الشاشات العربية بفضل جديتها ووطنيتها الجامعة وتميزها الفني، وأي عبث بهذه المعايير سيعود بها إلى الضمور والتقهقر، وهذا ما لن يقبل به أي غيور حريص على السمعة الوطنية، خاصة بعد أن تصدت درامانا لمعظم القضايا المحلية والعربية والتاريخية بشكل فني متميز، وتمكنت من رصد وطرح معظم القضايا والهموم التي تهم الجمهور العربي بحس عال من المسؤولية والالتزام والموضوعية.

 

هذه القضية ستتناولها قاسيون بالتفصيل في عددها القادم، أي بعد انتهاء عرض معظم هذه المسلسلات ووضوح مراميها ورسائلها.. إن وجدت..