سايكولوجيا القطط المحاصرة
حسب سايكولوجيا عالم الحيوان، إن القطط المحاصرة تتجاذبها مشاعر الخوف، وغريزة البقاء في آن، تتنمر لتستطيع الهرب، لربما لا يوجد ما يشابه ذلك في عالم الكائنات العاقلة، بقدر ما يشبه سلوك القوى التي تمر بمرحلة تراجع، و يضيق عليها الخناق، و تكتشف بأنها أمام هزيمة مدوية، لخياراتها...
الدول المتراجعة المرعوبة من فقدان نفوذها ومواقعها، تستعرض ما في جعبتها من بقايا قوة عسكرية، واستخباراتية، وتشاغب في الميدان، وتحرك الأدوات لتخوض بدلاً عنها حروباً بالوكالة، تطلق القنابل الصوتية، والدخانية، لتنظم تراجعها، أو تغطي عليه، أو تؤجله، أو تجد باباً للفرار من الميدان...
المثقف المهزوم، يحتار أولاً، يضرب أخماساً بأسداس، يرفع صوته، يستعرض قواه الوهمية، ، يختلق الذرائع، يصطنع أحداثاً، ويفبرك الأكاذيب، يلوي عنق الحقيقة، يحاول أن يحمل الآخرين مسؤولية حالته المزرية، ينبش في التاريخ، يقلب صفحاته بائساً، باحثاً عن مخرج ولكن لا خلاص، فالحقائق تبقى عنيدة مهما امتلك من فصاحة وبلاغة للتغطية على إفلاسه المؤكد، وقد تدفعه أناه المهزومة إلى أن يشتم الكل، حتى لو كانوا رعاته ومموليه، ومن صنعوا منه نجماً، ومن سخروا له الشاشات والمنابر المختلفة، يرمي عليهم مسؤولية خسارته في رهاناته البائسة، فلولا كذا لكان كذا وكذا، حتى ينتهي كمثقف.. احذروا! في القادم من الأيام سنجد كثيراً من القطط المحاصرة، ولكن اطمئنوا إنه زمن التحولات الدولية الكبرى.