المسرح العسكري.. والموت السريري إلزام الفنانين بالدوام هل ينهي المشكلة؟؟

مساكين هم الفنانون في المسرح العسكري الذين لم يعد يربطهم بالمسرح إلا التوقيع على لوائح الدوام كل سبت واثنين، فنقابة الفنانين لا تعترف بهم وترفض أن تضمهم إليها رغم أنهم يمارسون العمل الفني ضمن مؤسستهم – وهي تشترط خضوعهم للفحوص المعمول بها في النقابة، ومؤسستهم لا حياة فيها وليس لها من المسرح إلا الاسم.

لكن مؤخراً، قررت إدارة المسرح أن تُخرج عامليها من حالة الرتابة، فأصدرت قراراً يقضي بأن يلتزم الفنانون بالدوام الكامل يومي السبت والاثنين. الفنانون غضبوا غضباً شديداً ورؤوا في هذا القرار خروجاً عن المرسوم التشريعي رقم 32 لسنة 1972 والمرسوم التنظيمي رقم 29 لسنة 1974 المتعلقان بتنظيم عمل الفنانين لدى الدولة، ناهيك عن ذلك أن المادة السادسة من المرسوم التنظيمي رقم 29 الفقرة الرابعة ينص بالحرف الواحد «لا يُسأل الفنان عن النقص في حجم عمله إذا كان ذلك بسبب من الإدارة التي يعمل بها».
والمرسوم يحدد في الجدول رقم (1) والجدول رقم (2) حجم العمل الذي يُلزم به الفنان، المشكلة الآن هي أن يعتبر المسرح العسكري عناصره فنانين كي يطبق عليهم مواد المرسوم؟
المعطيات التي بين أيدينا تشير إلى أنه يعتبرهم موظفين مدنيين وليسوا فنانين.
المشكلة الأخرى إذا كانت المؤسسة لا تُلزم نفسها بحجم عمل، فلماذا تلزم فنانيها بالدوام يومين في الأسبوع؟
هل يوجد لديهم مرافق تستوعب الفنانين في حال التزموا بالقرار؟...
بعض الخبثاء قالوا إن هذا القرار الذي اتخذته إدارة المسرح العسكري ليس فعلياً، وإنما هو (فركة أذن) للفنانين الذين لا يلتزمون بالتوقيع على لوائح الدوام يومي السبت والاثنين، ويكتفون بقبض رواتبهم في نهاية كل شهر.
وأضاف خبثاء آخرون: إن هذا القرار (لتطفيش بعض الفنانين) قبل الإعلان عن المسابقة التي يزمع المسرح العسكري إجراءها في الشهر الثالث من هذا العام، وبالتالي تزداد فرص العمل، ويُفسح المجال بشكل أوسع (لتظبيط) بعض الأصدقاء والمعارف ممن سيرفدون الحركة المسرحية بجهودهم الجبارة!
نحن لسنا ممن يأخذ بكلام الخبثاء، لكن نأمل أن يطبق على الفنانين في المسرح العسكري ما يطبق على زملائهم في باقي الوزارات والهيئات المسرحية.
ونأمل أن يتذكر المسرح العسكري الهدف الذي وجد من أجله وهو تقديم عروض مسرحية.
وهانحن ننتظر منذ أكثر من أربع سنوات عرضاً جديداً له، لكن يبدو أن العرض المسرحي يتطلب وقتاً أكثر مما نتوقع.
نرجو من الجميع أن يحبسوا أنفاسهم وأن ينتظروا معنا مجيء «غودو» المسرح العسكري ولو بعد حين.