مرحباً بكم فينا
مأساة هذا الجيل، جيلنا المنكوب، تتلخّص في أنّه وجد في جحيم خواء فسيحٍ، وعليه، منذُ البدايةِ، أن يعمل على اختيار النهاية الأقل خزياً، لأنه صائرٌ إلى الهاوية.
عطالُ خيال.. استهلاكٌ جائر للجمال.. أرواحٌ معلّقة على خشب، انتظار ما ليس يأتي، وما يمسّ وجدان هذا الكائن مقص سلفاً، فالآداب والفنون الآن في بند وجع القلب الزّائد.
قد تبدو هذه الكلمات لوهلةٍ مشروع مرثيّة للزّمن، للأجيال، للحياة.. لكن لا، ففي المحصّلة يبقى الإنسان هو الإنسان، ذلك الخلاّق ندّ القسر، وابن الحرية، ويكفي هذا الاعتقاد كمنطلق أساسي، لتكون هذه الصّفحة، بكل التّواضع، مساحةً للحبّ والحوار، تنمو بمقدار التفاعل الذي تتغذّى من فيتاميناته، وتتلاشى بعدمه.
في السنوات الأخيرة، تابعنا ولادة مطبوعات جديدة، كلّها تقريباً، كانت تضرب بسيف الجيل الجديد، والشباب الواعد، لكنّ أياً منها لم تفعل شيئاً على أرض الواقع، لأنّها، بكلمة واحدةٍ، مشاريع تجارية في الصّميم.. بالنسبة لنا هنا، في هذه الصفحة، تجارتنا الوحيدة هي الجمال، لا لبيعه ولشرائه، إنّما لتطويبه إيماناً منّا بأنه أقصى ما نشتهي.
كلُّ ما كنا نحتاجه هو مكان صغير لصوتنا المحاصر في الحلق، وها هو ذا صفحةٌ بيضاء لسان حالها يقول: مرحباً بكم فيَّ..