أسبوع الثقافة الثاني لطلبة الجولان المحتل.. لماذا تغيب قضية الجولان عن شاشاتنا ومسارحنا

قدّم الاتحاد الوطني لطلبة سورية ـ طلبة الجولان السوري المحتل، أسبوعاً ثقافياً منوعاً في الفترة الممتدة بين (14 ـ 20) شباط الجاري، وقد حملت الفعاليات عنوان «أسبوع الثقافة الثاني لطلبة الجولان المحتل». وتضمنت معارض تشكيلية، وأفلاماً سينمائية، وحوارات مفتوحة مع مثقفين وفنانين، وأمسيات شعرية وغنائية، وقد أقيمت كل الأنشطة على مسرح كلية الفنون الجميلة في دمشق.

وكان من أبرز الأنشطة الأمسية الغنائية التي أحياها الفنان السوري سميح شقير، الذي استعاد مع جمهوره باقة من أغانيه السياسية. كذلك عُرض فيلم «الجنة الآن» للفلسطيني هاني أبو أسعد، وهو الفيلم الذي حاز على جائزة غولدن غلوب كأفضل فيلم أجنبي. هذا إضافة إلى أمسية للشاعر المعروف نزيه أبو عفش، وحوار مع النجم عبد المنعم عمايري حول المسرح المعاصر في سورية..

وشهدت الفعاليات ندوة بعنوان (أين الثقافة من قضية الجولان؟) مع الفنان زهير عبد الكريم الذي يحمل لقب سفير الجولان..

الفنان زهير عبد الكريم بدأ الندوة بتوجيه نقد للفنانين السوريين الذين لم يبادروا ـ على حد قوله ـ للقيام بأي عمل فني (مسلسل ـ مسرحية ـ فيلم) حول قضية الجولان، كما أنهم لم يشاركوا بأي نشاط متعلق بقضية الجولان، وغالباً ما يكون الفنان الوحيد المتواجد في مثل هذه النشاطات.

ولم ينف زهير عبد الكريم وجود بعض التجارب حول قضية الجولان، ولكنها برأيه كانت تجارب صغيرة وخجولة.. وتحدث أيضاً عن أهمية الفن كرسالة في زرع ثقافة المقاومة في وعي الناس الذين بدؤوا ينسون الجولان باعتباره جزءاً من أراضينا السورية، وأكد على ضرورة خلق فن يستطيع أن يقف في وجه الإعلام الغربي الذي يشوه الحقائق أمام الرأي العام العالمي دون أن يكون هناك من يرد عليه.

وضمن هذا السياق انتقد تقصير الدولة في رعاية أعمال عن الجولان، وأكد أنه دائم المطالبة للجهات المعنية بأن تقوم برعاية نشاطات فنية لإرساء ثقافة المقاومة، والعمل على إنتاج مسلسلات متعلقة بقضية الجولان، فالدولة ترصد في كل سنة 500 مليون ل.س للدراما السورية تنتج فيما تنتجه بعض المسلسلات السيئة، وليس فيها أي عمل متعلق بقضية الجولان، وهذا يجب ألا يستمر، وهنا لا يمكن الاعتماد على القطاع الخاص لإنتاج أعمال كهذه، لأن الشركات الخاصة تعتمد على الربح وهذه المواضيع والقضايا قد تكون خاسرة، خاصة أن هناك محطات عربية كثيرة ترفض عرض مسلسلات من هذا النوع لأسباب متعلقة بسياسات بلدانها.

وتساءل زهير عبد الكريم: إن سورية تدعم كل حركات التحرر العربية، فلماذا لا تدعم قضية الجولان؟!! ولماذا يغيّب الإعلام السوري هذه القضية، وإذا قدّم برامج حولها فغالباً ما تكون برامج سيئة، تؤدي إلى ردة فعل سلبية على القضية وعلى الموضوع؟؟

مع انتهاء زهير عبد الكريم من عرض الموضوع قُدمت بعض المداخلات.

إحدى الصبايا تحدثت عن عدم وجود إمكانيات تسمح بصناعة أعمال تتعلق بقضية الجولان، فرد هاني ديوب أمين سر النادي السينمائي الطلابي، وأكد وجود عدة أفلام قصيرة من إنتاج وإخراج فنانين شباب، ولكن لم يسمح بعرضها في هذا الأسبوع الثقافي لطلبة الجولان. وقد أكد هذه الحقيقة منظمو الأسبوع الثقافي!!

وهنا قال الفنان زهير عبد الكريم إن الرقابة في معظم المواضيع لم تعد بصرامة الفترة الماضية وأن هامش الحرية بات واسعاً لدرجة الانفلات، وهناك مسلسلات عديدة أنتجت مؤخراً تجاوزت حدود الأخلاق والتربية ولم يتدخل أي رقيب فيها!

إذاًً، هناك تناقض في الطرح والتوجه، ويمكننا أن نصل إلى استنتاج بأن الرقابة باتت موجهة ضد قضايا ومواضيع محددة فقط، والتي قد تؤثر (من وجهة نظرها) على السياسة المتبعة في قضايا بعينها، فماذا يعني عدم السماح بعرض أفلام حول قضية الجولان في هذا الأسبوع المنذور للجولان، في حين سمح بعرض أفلام أخرى متعلقة بفلسطين ولبنان؟؟ وماذا يعني تغييب البعض في جهاز الدولة لقضايا الجولان بشكل متعمد رغم الإمكانيات المتوفرة، في حين أن الموقف الوطني الممانع والتصريحات السياسية تؤكد أنه من أولوياتنا تحرير الجولان.

إن هذا التناقض يتطلب منا الوقوف والتفكير قليلاً، في الممارسات العملية المناقضة تماماً للتصريحات والمواقف العلنية، والبحث عن الجهات المسؤولة والمستفيدة من هذا التغييب.

وفي النهاية نعود إلى موضوع الندوة وعنوانها، لنضع المسؤولية أمام القائمين على صناعة الفن في سورية والمثقفين والفنانين بشكل عام، ونذكرهم بمسؤولياتهم تجاه وطنهم والقضايا الملحة (الحقيقية) التي تهم شعبهم، وبدورهم المفترض في مواجهة الأخطار العدوانية الخارجية والداخلية.. فالفن ليس محايداً؟؟

■ قاسيون - خاص

آخر تعديل على الجمعة, 11 تشرين2/نوفمبر 2016 12:13