ربّما! ثقافة مهدورة
ارتكب رئيس اتحاد الكتب العرب حسين جمعة خطأين، الأوّل في ما كاله بحقّ سعد الله ونوس، والثاني تنصله، ومحاولته المتضرعة في التبرير التي قدمها في ردّه على ما أثير حول تصريحاته.
المشكلة ليست في نص صاحب «طقوس الإشارات والتحولات»، ولا في تلقيه، فالنصوص قابلة للقراءة بمختلف الطرق التي يريدها من يقرؤون، على ألا يتم التّعامل معها بشكل بوليسيّ، فبهذا ندخل في نفق كيل التهم، ونجازف بإنسانية التجارب الفنيّة. ليكن النّقد حقيقياً حتى تنزع القداسة عن الموتى، ويتم التجاوز نحو تجارب جديدة، لكنّ هذا ما لم نعهده في اتحاد الكتاب، فرغم فيالق (الدكاترة) وكتائب (البروفسورات) لم نجد نَفَسَاً وطنياً يحرص على شرف الثقافة السورية، بل سار العمل، على الدوام، على سياسة اصطفائية، تتوجّه نحو تشكيل أخويّة أو محفل، فعليك أن تتحلى بكذا وكذا، أو لا تأتي إلينا، ولهذا لا تجد خلف تلك الأسوار كاتباً شاباً واحداً.
لرئيس الاتحاد، كما لسواه، الحقّ الكامل في تسجيل التحفظات التي يريدها على منجز أيّ كاتب، على أن تكون قائمةً على أسس أدبيةً أولاً، لا على خلفيّة صراعات نقابيّة.
إذا كانت الضّجة قد اندلعت بسبب المطالبة باستحقاقات مالية، فهذا الموضوع برسم قوانين الاتحاد، أمّا ما يخصّ إشكالية الهجوم على ونوس، فالأمر يشير إلى غياب المعايير، وهي فرصة للعمل على مراجعات نقدية حقيقية لمجمل الإنجازات والتجارب في الثقافة السورية، وإلا ستظلّ ثقافتنا مهدورة.
■ رائد وحش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.